لاشك بأن الصحافة الوطنية الملتزمة والمهنية تمثل أحد الروافع الأساسية للوعي الشعبي، السياسي والحقوقي والاجتماعي..، كما أنها المرآة الحقيقية التي تعكس واقع المجتمع وتطلعاته ومشاكله على مختلف المستويات، وصولاً لتكون صوت المواطن والناقل الأمين لقضاياه.

وقد شهدت الصحافة البحرينية، والإعلام بشكل عام، في العهد الزاهر لجلالة الملك المعظم قفزات نوعية، سواء من حيث الكم أو الكيف، حيث تأسست في البحرين العديد من الصحف والمجلات، إلى جانب عشرات من المواقع الإلكترونية، والتي تناولت قضايا الوطن والمواطن بكل مهنية وشفافية، ما ساهم في رفع سقف الحرية لمستويات لم تكن مطروقة سابقاً، من خلال طرح عديد من الموضوعات والنقاشات وفي مختلف القضايا.

اليوم، وفي خضم احتفالنا بيوم الصحافة البحرينية، وبعيداً من المجاملات والعبارات المعلبة، لا بد لنا من وقفة جادة نراجع فيها مسيرة صحافتنا الوطنية، ونطرح السؤال الأهم؛ هل نحن راضون عما وصلت إليه صحافتنا اليوم؟ وهل هي بالفعل لا تزال قادرة على نقل نبض الشارع؟ وهل تمثل فعلياً السلطة الرابعة، كما كانت على الدوام؟ وهل هي بالفعل قادرة على التغيير الفكري والثقافي الذي ننشده جمعياً؟!

سأترك كل أسئلتي برسم الإجابة للزملاء الإعلاميين وللقراء أنفسهم، وسأعود من حيث بدأت؛ حيث أتاح المشروع التنموي منذ انطلاقته سقفاً غير محدود للحرية، انعكاساً لرؤية جلالة الملك المعظم وإيمانه بأهمية الصحافة الحرة في مسيرة العمل التنموي الوطني، وهو ما كان بالفعل على مدى سنوات، حيث استطاع الإعلام الوطني أن يحدث تغيراً جوهرياً عبر ملامسته كل قضايا الوطن والمواطن بمهنية وشفافية.

اليوم؛ أصبحنا نفتقد كثيراً من المعالجات والقضايا في إعلامنا الوطني، حيث تحول في كثير من جوانبه إلى منبر للعلاقات العامة أو خضع في أغلبه لمصالح الملاك والمعلنين، خصوصاً في ظل ما يعانيه هذا القطاع من شح في الموارد، نتيجة ما شهده القطاع الإعلامي من تطور تكنولوجي، ساهم في سحب جزء كبير من البساط من تحت أقدام الإعلام التقليدي.

البحرين تزخر بالكثير من القوانين والتشريعات الكافلة لحرية الكلمة والرأي، وفق ما أقره ميثاق العمل الوطني ودستور المملكة، إضافة إلى ضمانة جلالة الملك المعظم الشخصية لهذه الحرية، ودعم جلالته الدائم لرجال الصحافة العاملين في قطاع الإعلام.

المهنية والاحترافية والالتزام الأخلاقي والوطني؛ تمثل الروافع الأساسية لأي عمل إعلامي وصحافي، والتي نتمنى أن تسود المعالجات الإعلامية للقضايا والتحديات التي يواجهها الوطن.

وكل عام وإعلامنا وصحافتنا الوطنية أكثر تطوراً ومهنية واحترافية.

إضاءة

"ولاشك أن التزام صحافتنا الوطنية بالإطار الدستوري والقانوني الداعم والمساند لحرية الصحافة قد مكّنها من أن تمارس دورها بكل انفتاح، لتكون عنصراً فاعلاً ومؤثراً في نهضة الوطن وازدهاره، والتي نعتبرها اليوم مثالاً للكلمة الصادقة والحرة التي تعكس نبض المجتمع وتطلعاته". "من رسالة جلالة الملك المعظم في اليوم العالمي لحرية الصحافة".