سويعات من الأمطار الغزيرة كفيلة بدق ناقوس الخطر لما هو قادم في المستقبل القريب جداً وليس البعيد، ويجب وضع الخطط وإعداد العدة ليست لمواجهة هذه المتغيرات المناخية بل تقليل أضرارها وهو أضعف الإيمان.

موجة منخفض جوي نادر الحدوث في فترة الصيف وتأثر عدد من الدول الخليجية بهطول أمطار غزيرة، يظهر بأن القادم من التغيرات المناخية ستكون خارج المألوف والتوقع، فتلك الدول اعتادت على أمطار السرايات الخفيفة في هذا الوقت من كل عام وشبكات تصريف الأمطار والصرف الصحي في تلك الدول ذات طاقة استيعابية محدودة نظراً لقلة تأثرها بالمنخفضات الجوية والعواصف المطرية، ولكن ما حدث خارج التوقعات والمألوف، وهو ما يحتم علينا التساؤل عن ماذا بعد؟؟.

ووفق تحذيرات متخصصين في الطقس، فهناك موجة ثانية بداية شهر مايو المقبل من الأمطار الرعدية الغزيرة، صحيح التوقعات لن تكون بحجم الموجة السابقة لكن هذه بداية والقادم في علم الغيب، ولكن ألا نحتاج إلى إعادة نظر وتقييم الأضرار وإيجاد حلول جذرية، لن نقول في جميع مناطق البحرين، بل المطلوب حصرها في الأماكن السكنية الأكثر تضرراً، والطرقات العامة الحيوية، ولا يخفى على أحد الجهود الجبارة التي قامت بها الجهات المعنية قبل وأثناء وبعد موجة الأمطار الغزيرة بشفط المياه في وقت قياسي، وحصر الأضرار والحرص على عودة الحياة لطبيعتها في أسرع وقت ممكن، والآن حان الوقت للاستعداد لظواهر جوية نادرة في أي وقت.

والتغيرات المناخية لا تقتصر على موجات الأمطار الغزيرة بل مستويات حرارة الأرض في زيادة مطردة، فعلينا التكيف مع هذه الظروف المناخية وابتكار مشاريع ومنتجات تساهم في تقليل مخاطر تلك المتغيرات الجوية، والبحرين سباقة في الاستفادة في هذا الجانب من استخدام مواد بناء تقلل من امتصاص الحرارة في المباني واستقطاب أجهزة صديقة للبيئة، ومساعيها الحثيثة نحو الحياد الكربوني بوضع استراتيجية وطنية للطاقة تهدف للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2060، وإلى خفض الانبعاثات 30 بالمئة بحلول 2035 وغيرها من المبادرات التي تشجع على التخفيف من التغيرات المناخية والاحتباس الحراري.

واليوم حان دور راود الأعمال على خلق مشاريع صديقة للبيئة والابتكار نحو عالم مستقر مناخي، والتخفيف من مستويات الاحتباس الحراري، فثمن التغير المناخي باهظ جداً...