على مدى الأيام الماضية؛ تداول مواطنون ونشطاء على مختلف منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات لما أحدثته أمطار الخير، التي هطلت على مختلف مناطق المملكة، من أضرار بالمنازل والممتلكات الخاصة، إلى جانب ما تشكل من تجمعات للمياه في العديد من الشوارع الرئيسة والفرعية.
مشكلة الأمطار في المملكة تتلخص في أمرين أساسيين؛ الأول هو عدم قدرة البنى التحتية، خصوصاً المجاري، في استيعاب كميات الأمطار التي هطلت، مما ساهم تشكل تجمعات كبيرة للمياه وقطع بعض الشوارع، فيما تتمثل الثانية في سوء تنفيذ إنشاء بعض المساكن، سواء تلك التي تنفذها الدولة أو التي ينفذها القطاع الخاص، وهو ما يستدعي وضع حلول شاملة ودائمة لها.
حل المشكلة الأولى الحقيقي يتمثل في العمل على إنشاء وتحسين عمل شبكات الصرف لمياه الأمطار، وهو حل مكلف للغاية، وقد يقول البعض إنه غير واقعي بسبب أن البحرين ليست من الدول التي تتساقط فيها الأمطار بغزارة بشكل دائم، وبالتالي سيكون الصرف على شبكة صرف صحي غير مجدٍ اقتصادياً.
أما الحل الأسرع والأقل كلفة، في اعتقادي، فيتمثل في دراسة هندسية متكاملة لواقع الشوارع في المملكة، والعمل على تعديل انسياب الشوارع، وبما يساهم في عدم تجمع المياه، خصوصاً في بعض المواقع التي تشهد تجمعات كبيرة للمياه، وكذلك في الشوارع الرئيسة الحيوية، وهو حل سيكون بكل تأكيد أقل كلفة من عمليات سحب المياه وإعادة ترميم وتصليح الشوارع المتضررة.
أما المشكلة الثانية والمتعلقة ببيوت المواطنين، حيث شاهدنا على مواقع التواصل الاجتماعي ما يمكن أن يسمى بـ"مهزلة" التنفيذ، والتي يسعى من خلالها المقاولون إلى تحقيق أكبر ربح ممكن، مقابل استخدام مواد بناء "رخيصة"، إلى جانب عدم التقيد باشتراطات التنفيذ الفنية التي تفرضها القوانين المنظمة لعمليات البناء والإنشاءات في المملكة، وبالتالي فمن واجب الدولة العمل على مراجعة عمليات تنفيذ البناء، وإلزام المقاولين بكراسة الشروط الفنية، والتي تضمن سلامة المباني وبالتالي سلامة المواطن.
مشكلة مياه الأمطار في البحرين حقيقية، ويجب وضع برنامج واقعي لتفادي تكرارها في الأعوام القادمة، ولا يمكن لأي شخص أن يقول لنا "كلها جم نقعة.. واخلصنا"، فإذا سلمنا هذه المرة، فلا يمكن ضمان ما قد يحدث في المرات القادمة.
وكل موسم أمطار وأنتم بألف خير وسلامة
إضاءة
رسائل احترام وتقدير لكل الجهود الجبارة التي بذلتها الجهات الرسمية خلال فترة سقوط الأمطار، وخصوصاً وزارة الداخلية بكل أجهزتها ووزارة شؤون البلديات والزراعة ووزارة الأشغال.. وكل جندي مجهول ساهم في مساندة ودعم المتضررين.
والشكر الجزيل لكل مواطن شعر بمسؤوليته الوطنية، وكان له دور في تقديم المساعدة، وأخص بالذكر بعض الإخوة من أصحاب "السطحات"، والذي سارعوا لتقديم المساعدة للمحتجين وبشكل "مجاني".
هذه هي البحرين.. وهذه أخلاق أهلها.