مع اقتراب موسم الحج، فلاشك في أن الجهود التي تبذلها السلطات في الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية مستمرة الآن على قدم وساق لاستقبال ضيوف الرحمن خير استقبال، وتمكينهم من أداء الحج بكل يسر وسهولة، والخروج بموسم حج ناجح ومبهر، كعادة الأخوة في المملكة في كل موسم حج.
وعلينا الإقرار هنا أيضاً، أن سرعة تحويل الأفكار النافعة والمفيدة إلى واقع ملموس، ما هي إلا إحدى مميزات أبناء الشعب السعودي الكثيرة، خاصة عندما تكون تلك الفكرة تخص الحج وشؤون الحجاج، وتسهم في التيسير والتسهيل عليهم خلال موسم الحج، وأعني هنا فكرة البطاقة الإلكترونية الذكية المعروفة باسم «نسك»، التي لم تعد مجرد فكرة أو حديثاً بعد الآن، بل أصبحت واقعاً، ملموساً، وستطبقها السلطات السعودية في حج هذا العام، بعدما تم الكشف عنها مؤخراً، وذلك في إطار جهود المملكة للتحول الرقمي، بما يضمن تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
هذه البطاقة الذكية التي ستظهر للحاج من خلال تطبيق «نسك»، ومع كل ما تحمله من مزايا تم الإعلان عنها، فإنها بالتأكيد ستسهل كثيراً على الحاج، خاصة ما يتعلق ببياناته التفصيلية، كحالته الصحية، ومقرّ إقامته، وجدول تفويجه، وإمكانية تواصله مع قائد مجموعته، وتلقّي مختلف الإشعارات الجديدة، بالإضافة إلى محتوى إثرائي يُعطي للحاج فكرة شاملة عن الخطوات الواجب اتباعها في الحج، وبذلك تضمن بإذن الله تلاشي أو على الأقل الحد من العقبات التي قد يواجهها الحجاج خلال موسم الحج.
إن تطبيق «نسك» ما هو إلا غيض من فيض لتسهيلات أخرى متوقعة قادمة، وستعلن عنها السعودية في وقتها، وهذا غير مستغرب من الإخوة في المملكة العربية السعودية التي تشعر مع كل موسم حج أن ضيوف الرحمن هم ضيوف أهل هذه البلاد الكريمة جميعاً، وهذا هو شأن الأشقاء السعوديين الذين يقدمون دروساً في الكرم والضيافة وحسن الوفادة في الأوقات العادية جداً، فما بالكم وبلادهم تسقبل كل هذه الأفواج من ضيوف الرحمن؟
السعودية على موعد جديد ومتجدد بإذن الله من النجاح الكبير والمستحق لموسم الحج في هذا العام، وما تطبيق «نسك» الجديد إلا بداية مبشرة ومطمئنة لهذا النجاح، فبارك الله كل الجهود المخلصة التي يقدمها أبناء المملكة لضيوف الرحمن.