جميعنا ننتظر الرد الإيراني على الهجوم الذي استهدف سفارة النظام الإيراني في دمشق الذي اتُهمت فيه إسرائيل، والذي قتل فيه أعضاء ومستشارون في الفيلق الإيراني المدعو بفيلق القدس، ومن أبرزهم المسمى بالعميد محمد رضا زاهدي.
هذا الحادث فتح الباب مجدداً بشكل أكبر على حقيقة ما يفعله فيلق اسمه القدس بدمشق؟ على كل حال لن نخوض أكثر في هذا الفيلق الذي كتبنا عنه كثيراً بأنه ليس اسماً على مسماه، فهو لا علاقة له بالقدس ولن يكون كذلك، بل هو غطاء وذريعة للنظام الإيراني للتوغل أكثر في دول عربية.
وعودة إلى الهجوم المتهمة فيه إسرائيل في دمشق، فأعتقد أن الرد الإيراني لن يكون سريعاً، أو مباشراً على ذلك الهجوم، وسيوكل النظام الإيراني -كعادته- اذرعه للرد، كحزب الله مثلاً أو مليشيا الحوثي، أو التابع الأحدث لها حركة «حماس»، حيث إن النظام الإيراني لن يجرؤ على قصف إسرائيل بشكل مباشر، رغم تهديداته الدائمة والمستمرة لها، ولكننا ندرك جميعاً أن إيران وعندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فلا تجيد سوى التصاريح الإعلامية الرنانة البعيدة عن الواقع، وخاصة هذه الأيام مع أزمة غزة، لدغدغة المشاعر ليس إلا.
أعتقد أن النظام الإيراني في موقف صعب، فهو إما أن يرد سريعاً على إسرائيل لحفظ هيبته أمام العالم، أو الاستمرار في إطلاق التصاريح الإعلامية فقط، والبعيدة عن التطبيق، وهذه حيلة الضعيف، العاجز عن المواجهة، ولكن بدون شك فإن الجميع يراقب ماذا ستكون «ردة الفعل» الإيراني أياً كانت، خاصة وأن إسرائيل وضعت نفسها موضع الطوارئ والاستعداد لـ»الرد» الإيراني.
ولعل مأزق النظام الإيراني يكمن في أن ردة فعله قد تؤدي إلى فتح المزيد من الجبهات عليه، خاصة وإن الولايات المتحدة وجهت تحذيراً واضحاً لإيران، في حال تعرض قواتها في المنطقة لأي هجوم من أحد اذرع إيران، لأن الرد الأمريكي قد يكون قاسياً، لذلك أظن أن النظام الإيراني لن يجازف، ولن يرد بشكل سريع ومباشر على إسرائيل على الأقل في هذه الفترة.
ولكن احتمالية الرد واردة ايضاً وغير مستبعدة من النظام الإيراني، وذلك عبر أذرعها في المنطقة وهو الأسلوب الذي عودنا عليه النظام دائماً ، وأظن أن حركة «حماس» هي الأقرب لتنفيذ الرد الإيراني، الذي إن تهورت فيه «حماس» مرة أخرى، فهذا يعني سقوط المزيد من ضحايا الشعب الفلسطيني، وهذا ما تريده إيران في نهاية المطاف، وهو إبادة العرب، ودخولها مجدداً في مستنقع الطائفية، وتكرار مشاهد الإبادة التي حدثت في العراق وسوريا واليمن ولكن هذه المرة بأيدٍ إسرائيلية.