تقول: «في أول عمل لي، اجتمع المسؤول الأول آنذاك بجميع الموظفين وطلب منا أن يتواصل كل «موظف» بشكل مباشر مع باقي موظفي الإدارات ويسألهم سؤالاً مفاده «كيف أستطيع أن أخدمك لتطوير عملك؟»، تواصل وتذكر لنا أن هذا السؤال أصبح سؤالاً بديهياً يتناقلونه بين بعضهم البعض عند إسناد أي مهمة جديدة لهذه المؤسسة التي تقدم العديد من الخدمات، حتى أصبح هذا السؤال جزءاً من «الثقافة المؤسسية» لتلك المؤسسة، التي كانت تعمل كفريق واحد متناغم، وكما كانت تقول كان كل شخص يعرض مهاراته لخدمة أهداف المؤسسة، ويحاول كل موظف أن يساعد أي إدارة أخرى للنهوض بأهداف المؤسسة.
تكمل قائلة: بعدها انتقلت للعمل في مكان آخر، ولأنني تشربت الثقافة السابقة، فذهبت في أول يوم عمل لي للإدارة المجاورة للإدارة التي أعمل بها، وسألت موظفي ومدير الإدارة «كيف أستطيع أن أخدمكم لتطوير أعمالكم» فرد علي المدير: لا نحتاج منكِ شيئاً، وإذا ما احتجنا إلى شيء سأرسل إيميل رسمياً لمديرك!!! تقول: صدمت من إجابته!! وعدت بصدمتي إلى مسؤولي المباشر لأروي له ما حدث، فقال لي: قومي بأداء ما يطلب منكِ فقط، وإذا ما احتاجت الإدارة الأخرى أي شيء فليطلبوه مني بشكل رسمي. حاولت أن أشرح للمسؤول أهمية بناء فرق عمل، وأهمية التعاون بين أعضاء الفريق من أجل زيادة الإنتاجية وتطوير العمل، فقال لي نصاً «اشتري دماغك» و«اربطي الحمار مطرح ما صاحبه عاوزه» في كناية عن «أدي ما يطلب منك فقط»!! وما بين «كيف أستطيع أن أخدمك؟ وما بين أربط الحمار اختلطت علي الأمور ولا أعرف إذا ما كان هذا النوع من التفكير يندرج تحت الفساد الإداري!! أم لا!! لا أعلم إذا كان تحجيم الأفكار جريمة تستحق العقاب أم لا!!
رأيي المتواضع
هل يجب أن يكون الموظف مبتكراً Thinker أو يكون منجزاً Doer.. بلا شك الأفضل أن يجمع بين الصفتين!!
أكتب القصة بعد أن ذكرت لنا إحدى زميلاتنا أنها تتعرض للتهميش بسبب أنها تبدي أفكاراً تطويرية في المكان الذي تعمل فيه!! فلم نعرف هل نقول لها أن تواصل حماستها في تقديم الأفكار التي تساهم في تطوير العمل وزيادة الإنتاجية، أم ننصحها بأن «تربط الحمار مطرح ما صاحبه عاوزه» وتشتري دماغها؟!