قبل سنوات تحدثت خبيرة دولية في اللسانيات ومترجمة سابقة في الأمم المتحدة عن أهمية تعليم الأطفال القرآن الكريم، وأشارت في حديثها إلى أن الطفل الغربي يدخل المدرسة في سن 3 سنوات بحصيلة لغوية تصل إلى 16 ألف كلمة، فيما الطفل العربي لا يملك أكثر من 3 آلاف كلمة، معظمها كلمات عامية.

وأرجعت الخبيرة هذا الانهيار في المستوى اللغوي للأطفال العرب إلى قيام الدول الاستعمارية، بداية القرن الماضي، بإلغاء ما كان يعرف بـ«الكُتاب»، واستبداله بمدارس حديثة على النمط الغربي لا تولي أي عناية لتعليم القرآن، مما أفقد الطفل الطفل العربي حوالي 50 ألف كلمة، هي مجمل عدد كلمات القرآن الكريم.

استذكرت هذا الحديث اليوم وأنا أتابع خبر تكريم معالي وزير الداخلية، الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، للمشاركين في مسابقة وزارة الداخلية للقرآن الكريم، في نسختها السادسة، والتي شارك فيها أكثر من 210 مشاركين من مختلف الفئات.

البحرين؛ وبتوجيهات ورؤية جلالة الملك المعظم، أولت هذا الموضوع اهتماماً خاصاً، عبر العديد من المسابقات، والتي يأتي على رأسها مسابقة البحرين الكبرى للقرآن الكريم، والتي تقام برعاية ملكية سامية، حيث عملت على خدمة القرآن الكريم ورعاية حفاظه ومراكزه، لما له من أثر وانعكاس على تهذيب سلوك المجتمع وجمع كلمته وتكافل أفراده، مما يعزز قيم الولاء والانتماء الوطني، ويساهم في مسيرة التنمية التي تعيشها البلاد.

مسابقة وزارة الداخلية للقرآن الكريم في نسختها السادسة، والتي أقيمت هذا العام، تميزت عن سابقاتها باستحداث فئتين؛ الأولى خاصة بأبناء منتسبي الوزارة، مما يساهم غرس قيم الشريعة الإسلامية السمحة وتهذيب النفوس وتعزيز قيم المواطنة لديهم، أما الفئة الثانية المستحدثة فكانت للمستفيدين من العقوبات البديلة والسجون المفتوحة، والتي يمكن اعتبارها جزءاً من إعادة التأهيل النفسي، مما ستنعكس آثاره الإيجابية على الأفراد والمجتمع بشكل عام، ويساهم في تزويد المستفيدين بقيم روحية سامية، تساعد في سرعة اندماجهم في المجتمع والمشاركة فيه بكل فعالية.

وزارة الداخلية وأجهزتها المختلفة، وبفضل توجيهات ورعاية معالي وزير الداخلية، تسعى لأن لا يقتصر دورها على الجانب الأمني فقط، بل أن يكون لها دورها التربوي والتوعوي في خدمة المجتمع عبر مجموعة من الفعاليات والأنشطة التي تقيمها على مدار العام لمختلف فئات المجتمع، وما مسابقة القرآن الكريم إلا أحد تلك الأدوات التي تسعى الوزارة من خلالها إلى تعزيز قيم الدين الإسلامي السمحة بين أبناء المجتمع.

تحية تقدير واعتزاز إلى وزارة الداخلية، وعلى رأسها معالي وزير الداخلية، الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، لما تقوم به من جهود وطنية، أمنياً واجتماعياً، مما يعزز من مكانة البحرين ويبرز صورتها الحضارية للعالم أجمع.