بأمر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بافتتاح وترميم وتأهيل 30 مسجداً تابعاً لإدارتي الأوقاف السنية والجعفرية، في كافة محافظات مملكة البحرين، وذلك ما شهدناه من قبل بدء شهر رمضان المبارك، حيث بدأت عملية افتتاح المساجد بشكل يومي تقريباً، وتأتي هذه الأوامر السامية بتوقيت مثالي مع دخول هذا الشهر الكريم.

ووجه سموه بتوفير الميزانية اللازمة لتنفيذ خطة إعمار بيوت الله، ومواصلة اتباع المعايير الحديثة والتصاميم الإسلامية في بناء وتطوير المساجد، كما وجه سموه وزارة العدل والشؤون الإسلامية بالتنسيق مع الجهات المعنية لتخصيص المواقع للمساجد الجديدة واتخاذ الإجراءات الكفيلة بسرعة البدء في التصميم والبناء والترميم والتأهيل، وذلك ما يثبت اهتمام سموه البالغ وحرصه على أن تحظى دور العبادة باهتمام خاص، ولا يكون هناك مسجد أو جامع إلا ويكون صالحاً لاستقبال ضيوف الرحمن من المصلى وحتى بقية المرافق.

ولرمضان مشاعر مختلفة لدى الفرد المسلم، وهذا مالا يشعر به من لا ينتمون لهذا الدين، ففي حديث منذ فترة مع صديق لي حول معاني الصيام في الدين الإسلامي وأبعاده الروحية والاجتماعية، وارتباطه بمواريث شعبية وعادات وتقاليد مرتبطة بهذا الشهر الفضيل، كان مصغياً باهتمام عالٍ، حتى بدأ يشرح لي ماذا كان يظن بشأن الصيام، فهو كان يعتقد أن الفرد يعاني فقط من الجوع والعطش، وعندما يفطر يكون الفعل الرئيسي لهذا الشهر «الصيام» قد انتهى، وبذلك تمارس حياتك كبقية الشهور.

ولكنه مع زيارته للبحرين في رمضان العام الماضي، ومروره بإسطنبول كذلك اكتشف أن هناك جدولاً متكاملاً للفرد المسلم خلال هذا الشهر الفضيل، فالمرء يصوم بكل جوارحه، وتلحظ ذلك من سلوك الناس طوال الشهر، فتجمعات الإفطار التي كان يراها منتشرة في الأسواق وأمام المساجد، وبعدها ازدحام صفوف المصلين التي تنتشر لخارج ساحات المساجد، والخيام الرمضانية، والهوية الرمضانية لكل الأماكن السياحية، وذلك ما جعله يتساءل ويبحث عن طبيعة الصوم وما يحيط به من أجواء دينية واجتماعية.

طال حديثنا وبدأ في استيعاب منظومة متكاملة للمناسبات الإسلامية غير مرتبطة بفعل مباشر فقط، وإنما هي نتيجة تفاعل القلب وكافة الجوارح معها، وأعتقد أن الجو يلعب دوراً كبيراً في روحانيات رمضان، فمنذ أن تجاوزنا الرمضان الصيفي، وساعات الصيام الطويلة، مع الحر والرطوبة وقصر في الليل، وإرهاق لا يوصف في النهار، إلى رمضان بارد على النفس، يبعث على الطمأنينة، ويتيح للمجتمعات التفاعل اجتماعياً بنواحٍ شتى، وكل ما برد رمضان علينا، سيعيدنا لرمضان الطيبين وذكريات الطفولة، أعاده الله علينا وعليكم لا فاقدين ولا مفقودين.