أعتقد أنني من الناس المتفائلين زيادة عن اللزوم أوقاتاً وهذه الزيادة في كثير من الأحيان لا تكون في مكانها الصحيح، ولكن كلي أمل أن أكون على حق، وأن ما أراه من «هدنة» يكون أمده طويلاً وليس فقط كم يوم وبعدها مع الوقت سريعاً يطير.
«هدنة الصباح» مع رمضان، هل التقيت أو مررت بها مثل ما حدث معي؟ نعم حقاً، يا جمالها من هدنة وما أروعها من طاقة إيجابية تشعر بها من سياقة الأغلبية بداية النهار.
بالرغم من كون الشوارع لا تخلو من الزحمة والازدحام وأعمال الطرق فإن الناس تراهم يسيرون بسكينة وهدوء خالٍ من التوتر والمشاحنات والمزاحمة والسرعات الجنونية التي يمكن أن تودي بأصحابها أو من حولهم إلى الهاوية.
فبعكس ما كنت ألاحظ، فقبل يومين فقط، أَي ليس الوقت ببعيد فكانت السيارات بسباق مع الزمن ومع من حولها من السيارات والمارة وتقطع عن هذا وتضرب ذاك وتسير عنه وكأنها لم تفعل شيئاً، وحوادث السيارات متناثرة على جنبات الطرق.
أعلم جيداً أن حالة السعادة التي تنتابني لن تطول كثيراً، فسرعان ما سينقلب الوضع على رأسه خلال ساعات النهار الأخيرة قبيل أذان المغرب، والهدوء سيتحوّل إلى سيمفونية مفقودة الملامح من أصوات «الهرانة» والشاطر من سيتمكّن من قطع الإشارة الضوئية قبل أن تغلق.. لندرك جيداً أن الهدنة أمدها ليس بطويل.
ولكن ما علمته مؤخراً أن إدارة المرور راعت هذا الأمر ووضعته في الحسبان وعملت على زيادة سيارات الشرطة في أوقات الذروة تحسّباً لأي تصادمات. ولا ننكر أننا نحن من علينا أن نروّض أنفسنا بأن نمدّد وقت الهدنة الصباحية إلى أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من أوقات اليوم كله. وكل عام وأنتم بخير وهدنة وسلام.