عندما يتولى قائد حكيم زمام الأمور الوطنية العليا مثل سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله تعالى ورعاه، وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، المشهود لهما بالإيمان بالله والحكمة والكفاءة، الحريصان على الوطن ومكتسباته وطمأنت المواطنين، لتكون البحرين في بحبوحة من العيش الكريم والاستقرار السياسي والأمن الداخلي، عندما توفرت هذه العناصر فيهما حفظهما الله ورعاهما، تكون بلادنا الغالية محط أنظار أصحاب رؤوس الأموال لاستثمار ثرواتهم فيها، مع وجود الأمن والهدوء السياسي، مقروناً بنخبة من المواطنين المؤهلين والمستعدين لدعم رجال المال وتنمية ممتلكاتهم في جو من الخبرة والإخلاص في العمل والعطاء المستمر، عندما يشاهد هؤلاء الرجال الذين يستثمرون أموالهم التي جمعوها بعرق جبينهم بالجد والمثابرة والأمانة، ينجذبون إليها كما يجذب المغناطيس الحديد ماهو العنصر الرئيسي لهذا الانجذاب ؟، إنها قوة دفاع البحرين الغالية على نفوسنا نحن المواطنين، وقائدها صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم ودعم قوي من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، وبمساعدة أبناء البحرين الأوفياء الذين استجابوا لنداء الواجب مع جسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم، عندما استجابوا لنداء الانخراط في قوة الدفاع من بعد إتمام دراستهم العسكرية الشاملة في بريطانيا وأمريكا، أذكر وبكل فخر واعتزاز ذلك اليوم الذي دوى في أرجاء البحرين، أن مملكة البحرين بصدد إنشاء الحرس الوطني، الذي كان هو النواة الأولى لميلاد قوة الدفاع الشامخة ودرع الوطن الواقي الذي يُعتمد عليه لصون أمن البلاد وأهلها والمحافظة على استقلالها والتصدي لأي طامع.

وقد برهنت الأيام معدن شباب البحرين وإخلاصهم لقيادتهم المظفّرة، وهانحن نشاهد التطور المتقدم في نوعية التدريبات الداخلية والبعثات الخارجية، لاستيعاب التكنولوجيا الدفاعية المطوّرة والتعامل مع أحدث الأسلحة في البر والبحر والجو، وقد أثبت شبابنا كفاءتهم وأهليتهم مع كل أنواع الأسلحة الحديثة والعلوم العسكرية وفنون الدفاع والانتصار، وآخرها وليس بالأخير، التطور والمتابعة المستمرة، فقد قام جلالته بتدشين طائرات الكوبرا (Z) الجديدة ضمن مشروع درع البحرين، كما دشّن سمو ولي العهد رئيس الوزراء السفينة الحربية المطوّرة(خالد بن علي)، وجلالة مليكنا المعظم الحريص كل الحرص على امتلاك قوة الدفاع كل ما يمكّنها من أسلحة مستجدة، مصداقاً لقول الله تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم )، وهنا أستذكر أيضاً الفلسفة التي قيلت (الاستعداد للحرب يمنع الحرب)، بما يعني أن كلما أمر القائد الأعلى لقوة الدفاع بإجراء مناورات وتدريبات بحرية أو أرضية أو جوية أو استخباراتية، الهدف منها رسالة واضحة بأي عدو متربص، سواء جاءت هذه التدريبات منفردة أو بالاشتراك مع منظومة دول مجلس التعاون الخليجي العربي أو بالاشتراك مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة أو بالاشتراك مع الدول الصديقة، حفظ الله مليكنا المعظم وولي عهده رئيس الوزراء ورجال ونساء قوة الدفاع والمساندين لهم من الحرس الوطني ووزارة الداخلية، والقاعدة القوية من المواطنين المخلصين، وبهذه المناسبة الغالية في الخامس من شهر فبراير من كل عام نستذكر قادتنا الأفذاذ الأوائل وشهداءنا الأبرار بكل فخر واعتزاز رحمهم الله تعالى رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جنّاته، وإننا على العهد باقون، وعلى الأمانة محافظون.