احتفالاً بمرور خمسة وعشرين عاماً على تولي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في المملكة، ألقى جلالته كلمة عبّر فيها عن روح القائد الذي لا يشغله إلا هم الوطن والمواطن، ولا يدّخر جهداً ولا وقتاً إلا وبذله في سبيل رفع راية وطنه في كافة الميادين، فقد حَمَل على عاتقه الراية التي تركها له صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، ليعاهد الله على الاستمرار بمسيرة التطوير والبناء بعزم ومثابرة لخدمة المملكة لتبقى نموذجاً وطنياً ومصدراً للعزّة والفخر، مشدداً على يد أبناء الوطن من الرجال والنساء المخلصين لصون هذا الإنجاز وحماية المقدّرات الوطنية، وهو ما يحرص عليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء من العمل مع كافة قطاعات الدولة من أجل البناء والتكاتف والتضامن بين أبناء الوطن في كافة الميادين لهذا الغرض. فقد شكّلت هذه المسيرة ملحمةً وطنيةً من العطاء انطلاقاً من الرؤية الحكيمة لجلالة الملك المعظم حفظه الله للإصلاح والتنمية والتي التف حولها أبناء الوطن بالإجماع على الميثاق الوطني، ورغم التحديات والصعوبات التي واجهت تلك المسيرة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي بما تشهده المنطقة والعالم من صراعات وحروب واضطرابات اقتصادية وسياسية، لكن لم تَحِد الجهود الوطنية المُخلصة عن وضع مصلحة الوطن ووحدته فوق كل الاعتبارات الأُخرى واعتباره نهجاً ثابتاً وجوهرياً في هذه المسيرة، لتجني ثمار هذه الجهود المخلصة بعبور التحديات بوحدة الصف والمصير خلف القائد، فحققت المملكة إنجازات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية كبيرة عزّزت من دور المملكة ووزنها على المستوى الإقليمي والدولي، وسادت روح التعاون والتكامل مع الدول الشقيقة والصديقة، ووصلت مسيرة الانفتاح الحضاري ودعم قيم التسامح والتعايش السلمي بين أبناء المجتمعات المختلفة، وستظلّ هذه المسيرة من العمل الوطني تحت توجيه القيادة الحكيمة، والأبناء المخلصين للوطن من قوات الدفاع البحريني ورجال الأمن الأوفياء الذين عاهدوا الله على بذل الغالي والنفيس في سبيل حماية الوطن.