العقل الباطن يؤثر في صحتنا بصورة كبيرة، فإذا كنا لا نرغب في فعل شيء فقد نصاب أحياناً بالمرض، بعض الأطفال حينما لا يرغبون في الذهاب إلى المدرسة أو التأخر في حل الواجبات أو شعورهم بالتنمر من أصدقائهم فإن لذلك تأثيراً كبيراً في العقل الباطن، هذا الخوف الذي قد يسبب الدمار في حياتنا اليومية، بعضهم قد يضيع على نفسه قدراته ويسبب لنفسه إما السعادة وإما البؤس، وأيضاً الخوف والتراجع، والنجاح والفشل، وذلك بسبب الجهل وعدم المعرفة بقوة العقل، ولا كيفية تعاملنا معه، ما يجعلنا نقع في الكثير من الأخطاء، ونسبب لأنفسنا الويلات والأحزان.
يقول الكاتب الدكتور إبراهيم الفقي: «الأفكار من صنع الإنسان، والعالم الخارجي لا يستطيع أن يؤثر في أي إنسان من دون إذنه الشخصي»، ولذلك إذا توقعنا المرض فسوف يصيبنا من دون أن ندري، وإذا كنا نحمل في دواخلنا مشاعر وأحاسيس مكبوتة سلبية فسوف تؤثر فينا بالسلبية، وقد تصبح تلك الأفكار السامة بمنزلة العقاب الداخلي لأنفسنا، تأتينا تلك الأفكار الهدامة التي تجعلنا نعتقد أن حياتنا غير مفيدة وغير ممتعة، ولذلك المطلوب منا إيجاد البيئة المناسبة لتكون صحتنا أفضل، وإذا رغبنا في أن تكون حياتنا أكثر إيجابية ويملؤها التفاؤل فلا بد من أن نبتعد عن كل ما يؤذينا، وإذا كنا نحمل في داخلنا عواطف إيجابية فسوف تؤثر فينا ونكون مفعمين بالأمل ويكون تأثيرها إيجابياً في أجسادنا، لأن المرض النفسي أحياناً قد يتحول إلى مرض عضوي.
وبناء على ما سبق لا بد من أن تكون أفكارنا إيجابية لأننا نتأثر ونؤثر بمن حولنا، وأن نصادق الإيجابيين حتى نشعر بالإيجابية والتفاؤل في حياتنا، فهناك حكمة قديمة تقول: (أفضل شيء يمكن أن تفعله للفقراء ألا تكون واحداً منهم) هذا الكلام يعلمنا عدم الوقوف في مكان واحد ولا الاستسلام في وظيفة ثابتة ذات أجر متدنٍ؛ لأنها لن تساعدنا على شيء بل يمكننا أن نكافح ونخرج من دوامة السلبية.
إن الأعذار قد تحولنا إلى أشخاص شديدي التشاؤم وتجعلنا نفسر دائماً ما يحدث حولنا بطريقة سوداوية، ولذلك يقول العالم والطبيب والفيلسوف العربي الشهير ابن سينا: «العقل البشري قوة من قوى النفس لا يستهان بها» ولذلك من أجل أن نحمي عقولنا نحتاج إلى القراءة والتزود بالمعرفة والتفاؤل والإيجابية والبحث عن الأفكار الملهمة، وسوف يقودنا عقلنا الباطن إلى النجاح والتفوق.