بمناسبة اليوم الرياضي لمملكة البحرين الذي وافق يوم الخميس الماضي شاركت كافة الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص في فعاليات هذا اليوم الرياضي بما يكرس دور الرياضة كثقافة مجتمعية، ولا تقتصر فائدة هذا اليوم على ممارسة الرياضة فقط، بل فيه أبعاد أكثر من نواحٍ نفسية متعددة، فنصف يوم عمل تذهب إليه بلبس مختلف عما تلبسه في باقي أيام السنة يعطي شعوراً مختلفاً وهو شعور رائع أحب تكراره كل عام، وأتمنى لو يكون هناك يوم رياضي كل شهر لأصدقكم القول.

كانت هناك فعاليات متنوعة ومتعددة، وحاولت كل جهة أن تنظم فعالية رياضية لمنتسبيها، فالبعض التصق بحبه للروتين والتكرار، وبذلك فقد أقام فعالية هي ذاتها التي يقيمها منذ أول إعلان لليوم الرياضي في 2017، أما الناس الذين يبحثون عن الإبداع والتجديد كل عام والعمل على جعل هذا اليوم تجمعاً للموظفين ونقطة التقاء والحرص على عمل ما يجذبهم، ولا أن يعتبروا هذا اليوم مجرد نصف يوم عمل وفرصة «للريوق» مع أصدقاء العمل والعودة للبيت مبكراً، فقد عمل هؤلاء المبدعون على استحداث فعاليات مميزة، فالبعض أقام فعالية للرياضات المائية، وآخر قام بتفعيل دوري لكرة القدم، وآخرون في السلة والطائرة، والريشة والبادل خلال العامين السابقين كان لهما حضور كذلك في فعاليات هذا اليوم. كما حرص بعض منظمي هذا اليوم على إيجاد فعاليات رياضية تناسب الفتيات كذلك، وليس الاقتصار على الشباب في فعالياتهم، والبعض عمل حساب كبار السن الذين هم «البركة» عادة في أماكن العمل، وبذلك كان للجميع نصيب من فعاليات هذا اليوم ولم يكن هناك أي عذر للتخلف.

وخلال تصفحي حسابات المؤسسات التعليمية وفعالياتهم الرياضية لاحظت وجود نسبة كبيرة من الأطفال الذين يعانون من السمنة، ما شدني للبحث قليلاً في الإحصائيات، ووجدت تصريحاً مرعباً لاستشاري جراحة عامة وجراحة السمنة في مستشفى الشرق الأوسط الدكتور عامر الدرازي بأن مملكة البحرين تعتبر العاشرة عربياً من ناحية السمنة ومن ضمن أكثر من 20 دولة من ناحية السمنة عالمياً، وأشار إلى وجود إحصائية تظهر أنه بحلول عام 2030 سيكون في البحرين نصف مليون شخص سمين، وأشار إلى إحصائية أخرى مهمة أجريت بعد عمل مسح عام للمدارس في مملكة البحرين بينت أن نسبة ارتفاع الوزن والسمنة لدى الأطفال في المدارس أكثر من 20%، وهي التي تعد من أعلى النسب عالمياً، وهو يعتبر الخطر القادم «وباء سمنة الأطفال».

وبهذا المعدل وهذه النسب والإحصائيات أظن أننا بحاجة إلى توعية أكبر والدفع بالأطفال إلى الألعاب الحركية في العالم الحقيقي والابتعاد عن ألعاب الفيديو قيمز والقبوع في العالم الافتراضي، وهو يلعب ألعاباً رياضية ولكنه جالس في مكانه!!