يلعب المسرح المدرسي دوراً كبيراً في صقل مهارات الطلبة وتزويدهم بالعديد من المهارات منها مهارة الاتصال الفعّال، ومهارة العرض، ومهارات الإقناع ومهارات الإلقاء وغيرها من المهارات. كما ويعتبر المسرح المدرسي مكاناً خصباً لاكتشاف المواهب.
من وجهة نظري المتواضعة لا أرى المسرح المدرسي مكاناً للمتعة وحسب، بل أعتقد بأن له فوائد أعم وأكبر، فمن خلال ما يلعبه الطلبة من تجسيد لأدوار هادفة من الممكن تبسيط المعلومة، وتوصيل الأهداف النبيلة والراقية. ولهذا نجد العديد من المدارس الرائدة تهتم بوجود مادة «الدراما» ضمن مناهجها الدراسية، أو يكون هناك مسرح مدرسي ضمن أنشطتها، لإيمان هذه المدارس بالدور الرائد الذي يعكسه المسرح على شخصية الطلبة. حيث يعتبر المسرح المدرسي وسيلة تربوية وتعليمية مهمة في الوسط المدرسي، نظراً لما يكسبه هذا الفن للطفل من كفايات وقدرات على مختلف المستويات، أثبتتها مختلف الأبعاد والدراسات سواء في علوم التربية أو المجال النفسي أو الحسّ الحركي.
كما اطلعت على دراسات علمية تؤكد دور المسرح المدرسي في تعديل السلوك عند الطلبة، ودراسات علمية كثيرة تؤكد على دور المسرح المدرسي في صقل شخصية الطلاب في جميع المراحل الدراسية، كما أن هناك دراسات علمية تؤكد زيادة التحصيل العلمي لدى الطلبة المنخرطين في الأنشطة المسرحية.
رأيي المتواضع
على مدى عامين متتاليين حرصت على حضور المسرحيات التي تقيمها مدرسة النسيم الدولية، حيث تحرص مدرسة النسيم على إقامة مسرحيات بشكل دوري وتختار نصوصاً عالمية رصينة، وتقدّمها في قالب إبداعي متكامل ينافس ما يُعرض على المسارح العالمية، وأجمل ما في الموضوع أن من يقوم بتنفيذ هذه المسرحيات من ناحية التمثيل والغناء والمكياج والأزياء وغيرها هم الطلبة أنفسهم، وفي رأيي المتواضع بأن هناك مواهب تستحق التبنّي والاحتضان والتنمية ليشكّلوا خطاً ثانياً في هذا المجال الفني الرائد.
يقول الأديب الكبير شكسبير «الحياة مسرح وكلّنا ممثلون»، وهي في رأيي المتواضع كذلك، فلنعدّ أبناءنا الطلبة لمسرح الحياة الكبير من خلال المهارات المكتسبة من الأنشطة المسرحية في المدارس، ونحيي دور المسرح المدرسي في جميع مدارس البحرين الحكومية والخاصة.