للمطر حضور جميل، فهو من أجمل البدايات التي تبتسم لا شعورياً عندما تلامس خدك نقطة ماء تسللت من بين السحاب، وحتى قبل أن تبدأ حبات المطر بالتساقط فمجرد تجمع السحاب يشرح الصدر ويبعث الانشراح في النفس، وللمطر وقع جميل على حياتنا وعلى الأرض بشكل عام، وهو أحد مواضع استجابة الدعاء كما لا يخفى عليكم.

ولكن مع البدايات الجميلة للمطر، وحتى يزداد غزارة وشدة يبدأ الفرد بالقلق حيال الزحمة التي سيتسبب بها المطر، وكل تلك التجمعات المنتشرة للمياه على شكل «نقع» تعرقل الحركة المرورية وتفسد البيوت والسيارات، وتشل الحياة اليومية بشكل أو بآخر، ولذلك تجد البعض يكره المطر لكثرة الأعمال المنزلية التي ستتوجب عليه إلى جانب تعطل بعض من أموره الحياتية.

ولقد شهدت المملكة عدة «مطرات» هذا الشتاء، وكانت تلك التي سبقت الأخيرة غزيرة جداً وغرقت فيها الكثير من الشوارع، لدرجة أن تجمعات المياه بقيت لفترة ليست بالبسيطة في شوارع حيوية، ولكن الحق يقال بأن الاستعدادات التي عملت عليها وزارة شؤون البلديات والزراعة بالتنسيق مع المجالس البلدية في «المطرة» الأخيرة كانت مبهرة جداً، ولست هنا للحديث عن جميع مناطق البحرين، ولكني سأتحدث عن تجربتي الشخصية لمنطقة الرفاع والشوارع الرئيسية فيها، والطريق إلى العمل على «الهاويوي» ذهاباً، وشارع الفاتح إياباً، كانت الشوارع شبه «ناشفة» بعد مطرة جميلة وغزيرة استمرت طوال الليل، فلقد استيقظت متيقناً بأن الطريق إلى العمل سيكون شاقاً ومزدحماً إلا أنني فوجئت صراحة باختفاء تجمعات المياه وخصوصاً تلك التي اعتدنا عليها كشارع ام جيليد وشارع أم النعسان والتي كانت عادة ما تتعطل بشكل كبير.

وكما أخبرني عدد من أعضاء المجالس البلدية بأنه كان هناك بعض التقصير فيما يخص صيانة مضخات الشفط التي كانت متوزعة على أماكن تجمعات المياه، فلم تعمل بالكفاءة اللازمة في المرة الأولى، ولكن حرصت الوزارة على تلافي هذا الخلل وتهيئة جميع المضخات للعمل بالشكل اللازم خلال الوقت المطلوب.

فكل الشكر والتحية للوزارة المعنية والمجالس البلدية على هذه الجهود، ولكن يبقى التساؤل المطروح هو إلى متى سيكون حل المضخات «المؤقت» هو الموجود لتلافي أزمات الأمطار؟ ومتى ستصبح شوارع البحرين مشابهة لشوارع مدينة حمد وهي النموذج البحريني المشرف لأكثر شبكة تصريف مياه الأمطار والأكثر فاعلية في البحرين؟