من حسن الطالع؛ أن تتزامن زيارة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، إلى البحرين مع احتفالاتنا بالذكرى الثالثة والعشرين لميثاق العمل الوطني، في مستهل أولى زياراته إلى الخارج بعد تولي سموه الحكم، ما يؤكد على عمق العلاقة وما يربط بين القيادتين والشعبين الشقيقين.

فإذا كانت المسافات بين الدول تقاس بالأمتار والكيلومترات؛ فإن المسافة بين المنامة والكويت تقاس بما يجمعهما من وشائج المحبة والإخاء وعلاقات الدم وأواصر النسب والمصاهرة، ولا يزال التاريخ يحمل ذكريات وأحداث جمعت قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين، ما تعكس عمق العلاقة التاريخية والطموحات والتطلعات المستقبلية.

بين المنامة والكويت مسافة الوريد من القلب، وارتباط يمثل النموذج المثالي للعلاقة بين الدول، بفضل الرعاية والدعم من لدن جلالة الملك المعظم وأخيه سمو أمير الكويت، حفظهما الله، وإيمانهما الراسخ بوحدة الهدف والمصير المشترك والتطلعات.

الكويت لم تكن أبداً بعيدة عن المنامة.. والرفاع كانت على الدوام في عين الشويخ.. وما بين حولي والمحرق علاقة حب لا يفهمها إلا من تعلم لغة العزة والكرامة.

وخلال السنوات الماضية؛ كانت مصالح البلدين والشعبين الشقيقين حاضرة في كل لقاء، والتي أثمرت العديد من برامج التعاون والمشاريع المشتركة في كافة المجالات؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والشبابية والثقافية.. والتي توجت بإنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين مملكة البحرين ودولة الكويت في العام 2002؛ حيث تم ومنذ ذلك العام توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة ومذكرات التفاهم وبرامج العمل.

ولا يمكننا هنا تجاوز الحديث عن اتفاقيات تمويل مشاريع إنمائية في المملكة بين حكومة البحرين والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وذلك في إطار برنامج التنمية الخليجي، حيث تم التوقيع عليها في العام 2013، ضمن عمل اللجنة التنسيقية العليا في الجانبين، والتي انعكست مشاريع وبرامج تنموية في مختلف المجالات.

أما على الصعيد الخارجي؛ فقد حرصت قيادتا البلدين على تعزيز التشاور وتوحيد الرؤى بشأن مختلف القضايا والتحديات الإقليمية والدولية، ضمن إطار مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية، سعياً للوصول إلى هذه العلاقات نحو مستويات متقدمة من التقدم والتعاون، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا الأمة وتطلعاتها.

ولصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نقول؛ حللت أهلاً ووطئت سهلاً في القلب والعين.

إضاءة

«العلاقات البحرينية الكويتية هي نموذج مشرف للعلاقات المتميزة بين الأشقاء وتستند إلى أسس قوية من الأخوة والترابط والرؤى والتفاهم والتنسيق المشترك»، «جلالة الملك المعظم».