مرة أخرى تطفو على سطح مياه الخليج العربي الرقراقة الصافية تساؤلات تثير الاهتمام والقلق والترقّب هذه الأيام.

فالولايات المتحدة ومعها فرنسا وبريطانيا وحلفاؤهم في المنطقة ضربت المتمرّدين الحوثيين بالصواريخ والمسيّرات عدة مرات رداً على استهداف الحوثيين للبوارج والسفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر والبحر العربي.

والولايات المتحدة ضربت الكثير من القواعد العسكرية في سوريا والعراق ولبنان التي تضم ميليشيات موالية لإيران، لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل ستجازف الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربات داخل العمق الإيراني أم أنها ستكتفي يضرب الميليشيات المدعومة منها خاصة بعد التصريحات الإيرانية الأخيرة بأن ذلك سوف يؤدي إلى حرب مستعرة في الشرق الأوسط تطال إسرائيل وحلفاءها بالمنطقة؟

فالمناورات الإيرانية في الخليج العربي والتحرّشات التي تحدث بين إيران والولايات المتحدة في مياه الخليج تنبّئ بتطوّرات دراماتيكية قد تجرّ المنطقة إلى صراع كبير له ما له وعليه ما عليه.

وربما يتساءل المرء ما الذي جعل هذه التساؤلات تطرح نفسها بهذا الإلحاح، والبروز في هذا الوقت بالذات، وهل حدثت أمور في المنطقة استدعت مثل هذه التساؤلات؟

والجواب نعم، فتدخّل إيران في شؤون 4 عواصم عربية، هي صنعاء عن طريق الحوثيين، وبغداد عن طريق الميليشيات الموالية لها، ودمشق عن طريق ميليشيات أُخرى موالية لها، وبيروت عن طريق حزب الله. كل هذه التطورات قد تكون لها تداعياتها بالمنطقة.

فهل الحل هو أن يكون هناك تنسيق عسكري بين دول مجلس التعاون الخليجي حتى يمكن إبعاد منطقة الخليج عن الصراعات القريبة منها سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو لبنان؟

نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة لدولنا ولخليجنا العربي من كل شرّ ومكروه.