هكذا هي مقترحاتهم، بين صرف، ودفع، وإلزام ورفع وتمديد أو إلغاء وإعفاء وتنقيص وطرح.. عدا عن رزمة الإجازات وترقيق وتقنين ساعات الدوام ليصبح بالياً رثاً.
مقترحات تعكس طابع «الرفاهية المزيفة» التي لا تسمن ولا تغني من جوع وخالية من التحديث والإبداع والتطوير المرموق. فعلى الأغلب بأنها تمثل فكراً يقظاً واعياً بَحتاً وليس هزلاً!!
وإن تتبعت ستجد أن أغلب ما يتم طرحه يكون بصفة الاستعجال لا محال، وكأن البلد في حالة طوارئ. فالهدف منها وبالطبع دغدغة المشاعر بامتياز والحفاظ على ولاء الناخبين والشاطر من يركب «الترند» ويصبح حديث الناس. إما بدمعة وكلمات حِسان أو بصراخ وشغب وتكون لتصريحاته العجب العجاب لضمان أن ما يتم نشره سيكون مادة دسمة للجدال والنقاش والحوار والكلام في الخاص والعام. ولو دققت قليلاً بما يتم الإدلاء به، ستشعر بأن الشق الأغلب من المقترحات تصب بالدرجة الأولى في مصلحة النائب أو مصلحة الأهل والناس حوله والجيران ضارباً عرض الحائط بما يمكن ان تكلف تلك المقترحات من أعباء وتراكمات وديون والتزامات على كاهل البلاد.
وإن كان النائب وبلاشك يمثل الناخب وينقل صوته، ولكن حبّذا أن يكلف الفريق الذي حوله أن يقوم بدراسة مسبقة وتحليل وتمحيص قبل بدء سعادته بالإفصاح والتهليل. وأن يكون لديه الوعي الكافي، فقلب الناس من الأوهام صار جافياً، ومن التفاهات أصبح واهياً.
فليس المهم فقط ما يتم تقديمه الآن والنظرة الضيقة التي ينحصر بها البعض، وإنما يجب أن يؤخذ في الاعتبار مستقبل الأجيال القادمة وما هو المنحى الاقتصادي والعلمي والمعرفي الذي تسير فيه البلاد، وذلك كي نضمن للجميع عدم التهلكة والهلاك والحفاظ على الرفاه الحقيقي والأمن والأمان بإذن الله.