تابعت اللقاء الممتع للتاجر والصحفي الكويتي وليد النصف رئيس تحرير جريدة القبس الكويتية في برنامج «مخيال» السعودي الذي عرض على «يوتيوب» وجاء في جزأين. اللقاء تناول جوانب سياسية واقتصادية وإعلامية حول تاريخ الكويت المعاصر كما أظهر ثقل ومكانة العائلات التي امتهنت العمل التجاري في المجتمع الكويتي ونجاحها في تكوين مجموعات تجارية ضخمة ومتماسكة.

ويذكر النصف مثلاً كيف تم تأسيس أول فندق شيراتون في الكويت والخليج، وكان ذلك في الستينات حيث قررت عائلات الشايع والنصف والفهد بناء بناية سكنية متعددة الطوابق، ولكن جاءهم مستشار لديه علاقة عمل بالشيراتون ونصحهم بتحويلها إلى فندق، وبالفعل أخذوا بالنصيحة ووقعوا عقداً مع شركة الشيراتون العالمية لإدارة العمارة التي تم تعديل تصميمها لتصبح فندقاً. وعلى الرغم من رغبة الشيراتون في التوسع في دول الخليج فإن العائلات الكويتية المذكورة فضلت عدم التوسع خوفاً من إجبارها على تقديم الكحول في الدول الأخرى. فندق الشيراتون في الكويت مازال حتى اليوم من أبرز وأهم فنادق الكويت وأفخمها.

كما ذكر وليد النصف البالغ من العمر 77 عاماً والذي يرأس القبس الكويتية منذ عام 1999، كيف طلب من عمه مليون دينار كويتي في 1973 ليشتري بها أراضي وأسهماً بعد أن أخذ بنصيحة أحد المستشارين أيضاً والذي توقع أن تتدفق الأموال على الكويت والخليج مع ارتفاع سعر النفط في تلك الفترة، مؤكداً أن هذه الأموال لن تجد لها مكاناً لتنمو فيه سوى في العقارات وأسهم الشركات. وبالفعل، جاء توقع المستشار في مكانه واشتعلت أسعار العقارات خلال السبعينات. وفي نفس السياق يذكر كيف تحولت شركة السينما التي أسستها العائلات التجارية الكويتية إلى شركات تملك أصولاً عقارية ضخمة، ما جعلها تستثمر في العقار.

قصة أخيرة أنقلها لكم من اللقاء وهي قصة تأسيس جريدة القبس الكويتية، حيث لجأت عائلات الشايع والنصف والخرافي والبحر والصقر إلى الدولة ليطلبوا منها تأسيس جريدة خاصة بهم بعد أن اشتد المد العروبي في الكويت وبدأ بعض المنتمين إليه في توجيه الانتقادات للعائلات التجارية من خلال جريدة الطليعة. ورغبة في التوازن في الطرح حصل التجار على ما طلبوه وتم تأسيس جريدة القبس في عام 1972 والمستمرة حتى اليوم والتي مازالت تمثل رأي هذه العائلات حول مختلف القضايا، بل تعد من أبرز وأنجح المؤسسات الإعلامية في الكويت.

والمعروف أن العائلات الكويتية والخليجية ذات التاريخ التجاري الطويل لعبت أدواراً في غاية الأهمية في النهضة والتطور ليس في الكويت فحسب بل في أغلب دول الخليج. فعادة ما كان يتم اللجوء إليها للبدء في المشاريع الجديدة مثل الفنادق والصحف وحتى خطوط الطيران عندما كانت الدول في بدايات تأسيس الهياكل التنظيمية؛ فهي وحدها التي كانت قادرة على تمويل تلك المشاريع وإدارتها إدارة ناجحة.