هو مقترح نيابي ليس «إلا»، وذلك بتحويل الإجازة الرسمية داخل مملكة البحرين من يومي الجمعة والسبت إلى يومي السبت والأحد، المقترح الذي لاقى استهجان وامتعاض الشارع البحريني والذي ظهر جليّاً من خلال التعليقات في برامج التواصل الاجتماعي، معتبرين أن هذا اليوم الذي يميزنا كمسلمين داخل بلد مسلم. وعلى المنقلب الآخر لو أنك حاولت أن تتحاور مع أحدهما بشكل مباشر عن رأيه، احتمال كبير بأن يكون الرد ما بين «تعودنا.. من يوم احنا صغار يوم الجمعة إجازة، ولأداء صلاة الجمعة وعدا عن كونه يوم التجمع العائلي».
مع التوضيح أن الإجازة التي يتم الأخذ بها هي ليست من التعاليم الإسلامية وإنما صلاة الجمعة هي التي أمرنا من الله عز وجل في أن نترك الغالي والثمين من أجلها وأن نقوم بأدائها في المساجد والتي هي فرض لا فرار منه للرجل المسلم، ولكن لا ننكر بأنه يوم له حلاوة وطابع خاص به يميزه عن بقية أيام الأسبوع ضمن العائلة البحرينية.
ولكن لو نظرنا من ناحية اقتصادية لوجدنا أن هذا التغيير يمكن أن يكون له الأثر الإيجابي من ناحية جذب الاستثمارات الأجنبية وأيضاً يعبّر عن سياسة الانفتاح الضخمة التي تسير بها مملكة البحرين للتماشي مع العولمة لتكون جزءاً من النظام العالمي الذي ترتبط به وعلى وجه التحديد سوق البورصة والعملات والمصارف والشركات الدولية وشركات التدقيق والاستشارات وسوق الملاحة البحرية والجوية.
ولأن مشاعر الشارع البحريني يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، وعليه فإن كان لا بد من تبديل يومي الإجازة فمن الأجدر تقنينه وتخصيصه على القطاعات التي يعتبر هذا التغيير يصب في مصلحة المملكة، لأنه احتمال كبير في أن يؤدي تشعبه وتمدده على سائر القطاعات إلى دون فائدة أو جدوى.
ومع كل الجدل الحاصل والذي يمكن أن يحصل إلا أنه لا يمكنني أن أنكر بأن ليوم الجمعة روحانياته الخاصة به والتي تميّزه عن باقي الأيام.