نعمنا نحن سكان البحرين من مواطنين ومقيمين بشويّة برد وشويّة مطر في الأيام الأخيرة من شهر ديسمبر الماضي، وكأن الشتاء يقول لنا بلسان حاله: «حبيت شوي أذوقكم نعايمي قبل أن يدخل عليكم فصل الربيع» وخرج الناس مهللين ومكبرين على هذه النعمات البسيطة وقد سرحوا عن رؤوسهم عملاً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهي من السنن المهجورة عند نزول المطر، فقد روى مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: «أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَطَرٌ، قَالَ: «فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى»». وفي بعض الروايات: رُئيَ المطر ينزل من لحيته.

وفي بعضها: حسر عن رأسه، وقال: أصيبوا منه. إلى غير ذلك، حتى قيل إنه كان يشرب منه، وكان يتوضأ منه، وكان يخرج إلى وادي قناة، وكان أغزر أودية المدينة مطراً.

كما أن من السنن المهجورة عند نزول المطر أن يقول المرء المسلم: اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعاً، وكذلك أن يقول «رحمة» لما ورد عن سيدتنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا رأى المطر «رحمة»، رواه مسلم.

كما ينبغي أن نبتهل بالدعاء عند سماع صوت الصواعق والرعد ألا نُقتَل بسبب غضب الله علينا، فقد قال سيدنا عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد والصواعق قال: «اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك».

وعلينا كشف الرأس وأن تصيب شيئاً من بدنك عند نزول المطر، لأن المطر هو الماء المبارك، قال تعالى عن ماء المطر «وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً».

وعلينا الدعاء بالخير عند نزول المطر فالدعاء مجاب كما في الحديث: «ثنتان لا يرد فيهما الدعاء: عند اللقاء وعند نزول المطر».