في كل مرة أكتب سطور «حكايتي» أخص بالذكر بعض النفوس التي أحاكي أثرها ببعض «رسائل» السعادة والارتقاء نحو «تميز الحياة». هم أولئك الذين اعتادوا أن يسيروا نحو قمم التميز، وبعضهم آثر أن يكون مجرد «محطة ساكنة» فهو كذلك لا يقبل التغيير، ودائماً ما تراه مترنماً بشكواه في المحيط الذي يعيشه، واعتاد المشهد، فلم يحرك ساكناً نحو «الأمل المرجو».

مازلت أنتظرك يا «صديقي» وأنتظر ذلك «الأثر» الذي وعدتني به، بأن تكون معي نحو الإنجاز الحقيقي في كل لحظات الحياة، فاسمك الجميل الخالد في فؤادي، أكتبه في كل سطر أحكي به «حكاية الحياة». أنتظر أن تبادلني شعور «الأثر» وأن تجعله ضمن أنفاس حياتك ويختلط بمشاعرك التي تبادلني بها بكل «حب» ومودة. أنت كذلك، فلا تدع اللحظات تنتظرك أكثر، فهي لا تمهلنا الكثير، فتمضي بلا عودة.

نظراتنا للمؤثرين من «القادة» هي نظرات تحكي «إلهام الحياة» وتحكي حجم التحديات التي يقبلها في مسير حياته. نظرات تحكي أسلوب تفكيرهم، وتقبلهم للعطاء (بلا حدود) والعمل في أقسى الظروف، والإنشغال بالأعمال المؤثرة التي تعطي الحياة أثراً ورونقاً خاصاً. هذا ما نبحث عنه بين ثنايا الحياة، ونبحث عن «إلهام» خاص بطاقات عطاء تقبل «مهمة التحدي» بلا شروط. هؤلاء من نبحث عنهم ليكونوا روّاد الأثر وقادة التغيير في أنماط الحياة. عندما تتعايش مع «شخصية» من النمط «المزعج» التي تهتم بصغائر الأمور على حساب «المحتوى» الثمين الذي ينشر الأثر. إنما تعايش شخصية تُعرقل تقدمك وتُهدر أوقاتك بلا فائدة مرجودة. حينها يجدر بك أن تضع حداً أمامها، وتغلق الأبواب من أجل أن تكون أكثر نجاحاً ونضجاً في الحياة. تعلّمنا أن نتمهل في اتخاذ القرارات الحياتية، ونتدارس جوانبها حتى تكون القرارات التي تتخذ أكثر حكمة وخبرة، بعضها قد نصيب فيها، والبعض الآخر قد نخطىء فيها بسبب أو لآخر. أن تتجمل بمثل هذه الأساليب فإنما تحتاج حينها إلى وعي وتبصر وإدراك بالمحيط الذي تتعايش معه وبخاصة «أسرتك» التي احتضنتك وعلّمتك وربّتك على محاسن الأمور. ولكن أن تسير في مسار «التردد» أو سرعة اتخاذ القرارات المصيرية، أو التقلب في الشخصية و«المزاج» حينها قد لا تستطيع أن تُثري سيرتك الذاتية بالعديد من الخبرات الناضجة، وقد لا تنجح في العديد من مشروعاتك الحياتك، لأنك باختصار سريع في تغيير ثوبك، ولا تمكث طويلاً في بعض المحطات الجميلة المثرية لشخصيتك، وبالتالي تظل تائهاً بلا فائدة وبلا إنجاز حقيقي لغايات الحياة.

عندما يغيب الحس «بالمراقبة الذاتية» لدى الموظف في محيط عمله، وعندما تنعدم «روح المسؤولية» وعندما يُلقي باللائمة على الظروف وعلى العمل ويتخذ من المُبررات من سلسلة طويلة ذريعة لتقصيره وعدم قيامه بمهام عمله على الوجه الأكمل، فنحن نواجه حينها شخصيات تُعد آفة مُزمنة في محيط العمل، وفيروس يفتك بأجوائه. عندما تتذكر بأنك تتقاضى أموالاً في نهاية كل شهر مقابل العمل الذي تقوم به، فإنك حينها تضع مقابل ذلك مجمل الأعمال التي قمت بها واستثمرتها في كل لحظة، لأن ساعتك محسوبة أجرها، كمثل الذي يتقاضى أجره مقابل كل إنجاز في كل ساعة. فلو حصل ذلك فهل ستحصل على راتبك كاملاً في نهاية الشهر؟ رسالتي بأن نصدق في نوايانا، ونُحسن في أعمالنا، ونُتقن العمل فهو ثمرة الإحسان الحقيقية. قال صلى الله عليه وسلم عن الإحسان: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».

إلى أهلينا في غزة.. مازالت قلوبنا معكم ودعواتنا الصادقة لا تنقطع، بأن يُعجل المولى الكريم عودة الأمن والأمن إلى أرضكم ودياركم. علّمتنونا الكثير في أيام الحياة، وأثركم البائن في كل خطوات مسيرنا. يكفينا النعم التي نعيشها ونحمد الله عز وجل عليها، من نعمة الأمن والأمان والطعام واللباس والكهرباء والماء النظيف، و«العافية». ودائماً ما نستذكر ونحن نشاهد صور الألم وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعمه العباس: «سل الله العافية». تعلّمنا من صمودكم وابتسامات شعبكم والطاقة الإيجابية التي يحملها شبابكم بنشر الأمل والسعادة بين النازحين وعلى وجوه الأطفال، فالحياة ماضية بكل ما تحمله من أمل، والألم سيكون في الغد القريب بإذن الله عز وجل «مساحات خير مُنجزة» في غزة، وستعود غزة بإذن الله تعالى عزيزة شامخة وستُعمر بالخير بطاقات أبناء العطاء. اللهم كن لهم ناصراً ومُعيناً.

ومضة أمل

حكايتنا مستمرة بذلك الأثر الذي نرجوه في خدمة البشرية مهما كانت الظروف. نحن هنا نرتقي لقمم العطاء بلا تردد. انتظرونا دائماً.