أيام معدودات وتنطلق منافسات بطولة كأس أمم آسيا لكرة القدم التي تحتضنها دولة قطر الشقيقة ابتداءً من الثاني عشر من يناير الجاري وتستمر على مدار شهر كامل بمشاركة أربعة وعشرين منتخباً تأهلوا إلى الأدوار النهائية بعد تجاوزهم التصفيات الأولية، من بينهم منتخبنا الوطني الذي أوقعته القرعة في المجموعة الخامسة، إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية، والأردن، وماليزيا، وفي الخامس عشر من الشهر الجاري سوف يستهلّ مشواره بملاقاة المنتخب الكوري الجنوبي.

نظام البطولة يقضي بتأهل الأول والثاني من كل مجموعة إلى الدور الثاني «دور الستة عشر» إلى جانب أفضل أربعة منتخبات محتلة للمركز الثالث في المجموعات الست، وهذا النظام في حدّ ذاته يوسّع فرص المنتخبات الطامعة لاجتياز الدور الأول، ومن بينها منتخبنا الوطني الذي يسعى إما لصدارة المجموعة أو لوصافتها، وتبدو حظوظه كبيرة لتحقيق هذا الهدف عطفاً على معايير الخبرة والكفاءة الفنية قياساً بنظرائه في المجموعة، وإن كانت كفة «الشمشون» الكوري الجنوبي هي الأرجح لاعتلاء الصدارة.

أهم ما في الأمر أن يضع منتخبنا لنفسه هدفاً واضحاً يسعى لتحقيقه ويجعله خارطة طريق يسير عليها متسلحاً بالثقة بالنفس ومؤمناً بقدراته الفنية واحترام منافسيه، وأن يؤمن بأن المباراة تبدأ وتنتهي بصافرة الحكم، وأنه لا مكان لليأس والاستسلام مهما كانت هوية المنافس، ولابد لنا من أن نحدد طموحاتنا في هذه البطولة القارية الكبرى.

نحن نتحدث هنا عن الجوانب المعنوية والنفسية التي أصبحت اليوم تشكّل عاملاً رئيساً في رسم شخصية الفريق وهيبته، وهنا تبرز أهمية الدور الذي يفترض أن يلعبه الفريق الإداري المرافق للمنتخب في رفع درجة الحماس والتحفيز لدى اللاعبين قبيل كل مباراة.

أما الجوانب الفنية والخططية فهي من شأن الجهاز الفني المسؤول عن قراءة الخصوم، وإعداد الخطة المناسبة لمواجهتهم، وتوظيف اللاعبين توظيفاً سليماً وفق قدراتهم الفنية والذهنية والبدنية، مع الحرص على استقرار التشكيلة الأساسية قدر المستطاع للحفاظ على هوية الفريق.

كلنا أمل وتفاؤل بتجاوز «الأحمر» الدور الأول والذهاب إلى أبعد من ذلك، كما فعل في نهائيات عام 2004 في الصين.