خلال تصفحي لمواقع الإنترنت بلمحة سريعة لمعرفة أبرز الفعاليات التي تم القيام بها احتفاءً باللغة العربية، فقد لفت انتباهي مقال بعنوان «هل نحتاج إلى قانون لحماية اللغة العربية؟»، للدكتور إبراهيم عبدالمعطي من جمهورية مصر العربية. قبل أن أقرأ مضمون المقال فالعنوان بحد ذاته استوقفني ودفعني إلى التفكر إلى وضع اللغة العربية اليوم بين أبناء هذا الجيل، الجيل الذي لم يقف فقط على خلط كلمات عابرة من لغة أجنبية في حواره بل وصلنا إلى الحد الذي ممكن أن تسمع ابنك أو ابنتك ينطقان اللغة العربية وكأنهما فقط بالأمس رجعا من بلاد المهجر.
للأسف أصبح من يتكلم باللغة العربية الفصحى أو حتى اللغة العربية دون إضافات زائدة يعرف بين أقرانه بأنه شخص غريب الأطوار» وإن لم تخلط كم كلمة إنجليزية وكم كلمة فرنسية لا تعد من عداد المتحضرين أو الجماعة الراقين كما يتم النظر إليهم.
وأبرز ما لفتني في المقال جملة أثارها الدكتور عبد المعطي بأن الخلل الحاصل لدى الشباب إزاء اللغة العربية من شأنه أن يؤثر على الأمن القومي للبلاد، فالشاب الذي تعلم الثقافة الأجنبية ولم تترسخ لديه ثقافته المحلية من خلال لغته الأم والمقصد هنا «اللغة العربية»، سيضعف لدية الشعور النفسي بالانتماء إلى بلده، وفي الوقت نفسه يشعر بأنه جزء من ثقافة قوم آخرين.
حقاً فإن أكثر ما أنظر إليه الآن أن تُعاد للغة العربية هيبتها، فلا يكفي أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية في البلاد العربية وإنما أن يتم تمجيدها وزرع حب الحوار والجدل والنقاش والعلم بها والغوص في بحورها العميقة، فيكفينا شرفاً أنها لغة القرآن الكريم. فقانون حماية اللغة العربية يتم بأهم بند وهو تحبيب الجيل الحالي وجيل المستقبل باللغة العربية، ومدى روعة بلاغتها.