مع مواسم العطلات والإجازات المدرسية والرسمية يتجه الآلاف من البحرينيين لقضاء الإجازات أو الزيارات العائلة في دول الخليج العربية، خصوصاً المملكة العربية السعودية، باستخدام سياراتهم الخاصة، ما يشكل ضغطاً كبيراً على الحركة المرورية على جسر الملك فهد، قد يمتد في بعض الأحيان لعدة ساعات.

وعلى العكس تماماً، ففي بعض المواسم تستقبل البحرين عشرات الآلاف من الزوار من الأشقاء من مختلف دول الخليج، والذين يقصدونها بهدف السياحة والاستمتاع بالأجواء الجميلة، أو مشاركتنا احتفالاتنا وأعيادنا الوطنية، وهو ما يشكل أيضاً ضغطاً كبيراً على حركة المرور على الجسر.

وفي الآونة الأخيرة؛ ومع إقرار الأشقاء في المملكة العربية السعودية العديد من الإجراءات لتشجيع السياحة وفتح المجال للمقيمين في دول المجلس من زيارة المملكة وأداء العمرة، عبر إجراءات سهلة وميسرة، تزايدت بشكل كبير أعداد العابرين لجسر الملك فهد في الاتجاهين، وهو ما شكّل أيضاً ضغطاً كبيراً على الحركة المرورية.

وتخبرني إحدى الصديقات، والتي قامت بأداء العمرة خلال إجازة العيد الوطني ضمن حملة برية، أن الركاب اضطروا للانتظار أكثر من أربع ساعات من أجل إنهاء الإجراءات، نتيجة وجود أعداد كبيرة من الباصات التي تنقل الركاب إلى الديار المقدسة.

الواقع أنه ومنذ افتتح جسر الملك فهد في نوفمبر من العام 1986، تزايدت بشكل كبير أعداد العابرين في الاتجاهين، إلى جانب مرور الشاحنات التي تحمل البضائع، وهو ما استدعى من إدارة الجسر في البلدين الشقيقين لاتخاذ العديد من الإجراءات والمبادرات التي تساهم في تسهيل الحركة المرورية وتخفف على المسافرين، والتي لاتزال قائمة إلى اليوم، حيث تتواصل أعمال التوسعة وفتح مسارات جديدة سواء للسيارات الصغيرة أو الحافلات أو الشاحنات.

زيادة حركة المسافرين وأعداد الشاحنات مؤشر إيجابي ودليل خير للجانبين، البحريني والسعودي، ولكنها أيضاً قد تمثل نوعاً من الإرهاق للمسافرين إذا لم يتم إيجاد حلول ناجعة، تساهم في تقليل مدة الانتظار، خصوصاً للمسافرين عبر الحافلات.

وبانتظار البدء في تنفيذ المشاريع العملاقة الأخرى التي تم الإعلان عنها سابقاً، مثل جسر الملك حمد والقطار الخليجي، تبقى الحاجة ملحة إلى حلول سريعة تساهم في تيسير الحركة المرورية، مثل تحديد مواعيد عبور الباصات في الاتجاهين، بحيث تم تحديد عدد الباصات العابرة خلال الساعة الواحدة، أو إيجاد آلية لإنهاء الإجراءات في مراكز خارج الجسر قبل يوم أو يومين من السفر، خصوصاً للمقيمين، وهو ما يساهم في تقليل الضغط والعبء البدني على المسافرين والعاملين على الجسر من الجانبين.

إضاءة

«ففي هذه اللحظات يقف التاريخ شاهداً يحيي هذا الإنجاز الشامخ، الذي يسعدنا أن نطلق عليه جسر الملك فهد، وإني لأنتهز هذه المناسبة لأزجي إلى أخي العزيز خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز، عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، عظيم الشكر والتقدير على تشريفه لنا بزيارة البحرين». «سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة»، رحمه الله وطيب الله ثراه.