برر المتمردون الحوثيون ومناصروهم أعمالهم الإرهابية في الممرات المائية الرئيسة، وخاصة البحر الأحمر، بحجة مقاومة إسرائيل ودعم فلسطين. تهدف هذه المقالة إلى تشريح هذه المبررات المزعومة، وتسليط الضوء على التناقضات الصارخة بين خطابهم والعواقب الفعلية لأفعالهم. ورغم ترديد شعارات «الموت لإسرائيل» و«الموت لأمريكا»، إلا أن هجمات الحوثيين استهدفت منشآت حيوية ومدنيين في الخليج العربي، ما أثار تساؤلات حول شرعية دوافعها المعلنة.
الذرائع الكاذبة
ويزعم المتعاطفون مع الحوثيين أن استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر هو شكل من أشكال المقاومة ضد إسرائيل. ومع ذلك، فإن الارتباط غير المنطقي بين إسرائيل والهجمات على السفن المدنية والتجارية يقوض شرعية مثل هذه الادعاءات. وفي حين أن دعم القضية الفلسطينية لمقاومة المحتل أمر مشروع، فإن تبرير هجمات الحوثيين من خلال تعريض الأمن الإقليمي للخطر واستهداف طرق التجارة الدولية هو وسيلة غير مبررة للتعبير عن التضامن.
الفجوة بين البلاغة والواقع
وبينما يدعي المتمردون الحوثيون أنهم أبطال القضية الفلسطينية، فإن أفعالهم تحكي قصة مختلفة. وبدلاً من تركيز جهودهم ضد المصالح الإسرائيلية، فقد عرّضوا طرق التجارة الدولية للخطر وهدّدوا أمن المنشآت الحيوية. إن الانفصال بين خطابهم وأهدافهم الفعلية يثير الشكوك حول صدق التزامهم بالقضية الفلسطينية.
التأثير على الخليج العربي
لم تؤدِ هجمات المتمردين الحوثيين إلى تعطيل التجارة الدولية فحسب، بل شكلت أيضاً تهديداً كبيراً لأمن ورفاهية شعوب الخليج العربي. ومن خلال الاستيلاء على السلطة وتجاهل معاهدات السلام والهدنة العسكرية، فقد قاموا بزعزعة استقرار المنطقة، مما أدى إلى مزيد من تقويض التزامهم المعلن بمقاومة القوى الخارجية.
عدم الالتزام بالاتفاقيات
وعلى الرغم من المشاركة في محادثات السلام والمفاوضات، استمر الحوثيون بنكث الالتزام بأي اتفاقات. لقد انتهكت أفعالهم مبادئ السلام، مما ساهم في دائرة العنف التي تقوض الاستقرار الإقليمي. والأدلة على عدم التزامهم باتفاقات السلام كثيرة، مما يلقي بظلال من الشك على شرعية دوافعهم.
الخلاصة
إن التبريرات المعلنة من قبل أنصار الحوثيين لأعمال الإرهاب في البحر الأحمر، والتي تم تصويرها على أنها مقاومة ضد إسرائيل أو دعم لفلسطين، تتناقض بشكل صارخ مع واقع أفعالهم. وبدلاً من التوافق مع أهدافهم المعلنة، خلفت هجماتهم عواقب وخيمة على التجارة الدولية، والاستقرار الإقليمي. ويكشف فحص أفعال الحوثيين عن تباين صارخ بين خطابهم والأثر الفعلي لعملياتهم، مما يستلزم إجراء تقييم أكثر انتقاداً لدوافعهم المعلنة. ونكرّم شهداءنا البواسل الذين قدّموا أرواحهم فداءً للواجب الوطني المقدس، للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل، إثر غدر الحوثيين ونكثهم لاتفاقية وقف إطلاق النار العسكري المتفق عليها في شهر نوفمبر الماضي.