في اليوم العالمي للغة العربية وكما تعرف بلغة الضاد، نسترجع ذكريات أبيات الشعر والشعراء قيس ابن الملوح، امرؤ القيس، أبي الطيب المتنبي، الفرزدق، عنترة بن شداد، بدر شاكر السياب، جبران خليل جبران وغيرهم الكثير، شعراء تركوا في ذاكرتنا أياماً جميلة نستذكرها كلما أخذتنا الذكريات لجدران المدارس والجامعة.

اللغة هي أساس الحضارة والهوية فأول ما نتعلمه عن الشعوب لغتها قبل عاداتها وتقاليدها، وأجملها اللغات هي لغة «الضاد» هي بحر من الكلمات كلما تعمقت فيه، عشقته أكثر، هي لغة الأدب والحب، رونقها جذب البعيد قبل القريب، واليوم هنالك العشرات ممن يرغب في تعلم أدبياتها وإتقان الحديث بلغة «العرب» في الوقت الذي هجرها أبناؤها.

من المؤسف بأن لغة «الضاد» هجرت من أبنائها، والبعض يخجل الحديث بلغته الأم أو تعليم أبنائه «اللغة العربية»، وأصبح الحديث بين الآباء والأبناء بـ«good morning» و«NO» و«YES» و«COME» مصطلحات أجنبية من الطبيعي أن تتردد على مسامعنا مئات المرات في اليوم في المجمعات والمطاعم والمراكز الصحية والمدارس وغيرها، حتى وصلنا اليوم للمعاناة في تدريس أبنائنا اللغة العربية سواء كتابة أو التحدث، فالطفل اختار اللغة الأسهل في الكلمات للتعبير عن نفسه.

في السابق كانت الأسرة هي المدرسة الأولى التي تعلم الطفل لغته الأم، واليوم حدث العكس، ومن بعدها المدرسة وتليها وسائل الإعلام المرئية التي تبث برامج تعليمية وتثقيفية، والآن الأسرة تتحدث بلغة أخرى، والمدرسة لن تتمكن من هدم ما بنته الأسرة وإعادة برمجة الطفل على لغته الأم ناهيك عن المنهج الذي يحتاج إلى تطوير، ووسائل الإعلام تفتقر للبرامج التعليمية كما كانت في السابق.

ومن المؤسف أنه باتت لغة «الضاد» محصورة على فئة قليلة وهي المهتمون باللغة العربية فقط، والبقية عكست الصورة فأصبحت هي اللغة الثانية والأجنبية اللغة الأم، تحت مفهوم مواكبة العالم الحديث والحياة «المودرن»، وضاعت هويتنا العربية.

ولإعادة الحياة للغتنا الجميلة «لغة الضاد» يجب أن نقف بحسم لتعلم أبنائنا لغتهم الأم في المنزل، والتحاقهم بمراكز تحفيظ وتلاوة القرآن الكريم، وإعداد قصص تعليمية للأطفال، وإنتاج برامج تثقيفية على غرار «افتح يا سمسم» و«المناهل» بطرق حديثة تواكب تطورات الحياة.