نعم قرن وبضع سنوات، منذ أن وجدت على أرض البحرين منظومة تحت مسمى الشرطة، هدفها حماية الوطن وأهله والمقيمين فيه.

قرن وزيادة، تطورت فيه هذه المنظومة لتصل إلى المستوى المتقدم الذي نراه اليوم، والذي نفخر بما تقوم به من جهود مجتمعية متنوعة، تجاوزت من خلالها المفهوم التقليدي للشرطة وأجهزة الأمن، وقدمت نفسها -أي شرطة البحرين- على أنها جهاز عصري متطور يواكب التغييرات والتحديثات المختلفة، وليس ذلك على الصعيد الأمني فقط، بل على مستويات حقوق الإنسان وحماية الأفراد من مخاطر التغرير والانحراف.

اليوم نحتفل بيوم الشرطة البحرينية، في شهر هو في الأساس يعج بالأفراح الوطنية لمملكة البحرين، إذ نستقبل بعد أيام ذكرى العيد الوطني وعيد جلوس جلالة الملك، وذكرى يوم شهداء الواجب أبطال هذا الوطن العزيز. وعليه ديسمبر دائماً ما يكون شهراً بحرينياً وطنياً خالصاً بامتياز.

لشرطة البحرين ووزارة الداخلية تحية خاصة دائماً تصدر من قلب ووجدان كل بحريني مخلص ولاؤه لتراب هذه الأرض الغالية، وأيضاً من قلب كل مقيم في بلادنا الحبيبة اختبر الأمن والأمان فيها، وجرب كيف تحفظ حقوقه وتصان، وكيف أن البحرين من عليها الله بنعمة تتمثل في هؤلاء الرجال البواسل الذين يسهرون الليل حتى تنام أعين الجميع في سلام واستقرار.

هو يومهم اليوم، وعليه إن صادفت في طريقك رجالاً للشرطة فأقل ما نقدمه لهم تلك التحية العسكرية الشهيرة، نعم نحييهم بإشارة يفهمونها جيداً، ويعرفون أنها تعبير عن الامتنان والاحترام والتقدير لجهودهم وتضحياتهم. وطبعاً ستجد من يبادرهم الشكر بتقديم الورود من أبنائنا الطلبة وغيرهم. وهنا صدقوني مجرد التعبير لهم عن إدراكنا لحجم ما يبذلونه لأجل بلادنا ولنا، هي أغلى هدية تقدم لهم في يومهم الاحتفالي هذا.

في بلادنا حينما نرى رجال الأمن، صدقني يفرح لهذا المشهد المواطن المخلص الملتزم بالنظام والقانون، ويفرح لرؤيتهم كل شخص أحس بقيمتهم وأهميتهم في حماية الوطن وصد الشرور عنه، يفرح لرؤيتهم من يتذكر بطولاتهم وكيف قدموا الشهداء فداء لواجبهم الوطني المقدس، وفداء لأجل أن تعيش البحرين وأهلها.

معالي الوزير الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية، الرجل القوي الذي يحبه كل وطني غيور لما بذله من جهود جبارة في تطوير منظومة وزارة الداخلية وشرطتنا الباسلة «صمام أمان البحرين»، هذا الرجل القدير نهنئه بذكرى هذا اليوم، لكننا نهنئه على كل فرد باختلاف الرتب في أجهزتنا الأمنية وشرطتنا، نهنئه على «العيون الساهرة» التي يعرف قيمتها كل من رأى الخطر يداهم البحرين لكنهم كانوا الصدور التي تحميها، والسدود التي تذود عنها.

قرن كامل من الزمان، سجل تاريخ البحرين في سجلاته أسماء أبطال لهم الفضل بعد الله على أمن واستقرار هذا الوطن. قرن كامل من تطور أوصلنا اليوم لنفخر بوجود منظومة أمنية قوية، هي مصدر اطمئنان لأهل البحرين ومن يقيم فيها، وهي «الشوكة الحادة» في حلق كل من يكيد لبلادنا ويخطط لاستهدافها أمنياً.

رحم الله شهداءنا البواسل من رجال الشرطة، وخلد ذكراهم، وحفظ زملاءهم ووفقهم في مهامهم. وكل عام والبحرين وأهلها وكل من يحبها مدينون لكم، ولا يمكننا وفاء حقكم.