في الفترة الأخيرة اقتربت نوعاً ما من الحركة التشكيلية في البحرين وأصبحت أحرص على التواجد في بعض المعارض التي تقيمها المراكز الفنية والأفراد. وخلال زياراتي المختلفة للمعارض ولقائي بالعشرات من الحضور وجدت إجماعاً من الفنانين والمهتمين بالفن أن معالي الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة رئيس المجلس الوطني للفنون هو بمثابة الأب الروحي والسند للفنانين البحرينيين.

ويتمتع معاليه حفظه الله بصفات رائعة يتلمسها كل من يلتقيه وأبرزها التواضع واللطف والسخاء والكرم مما يجعله قريباً من الفنانين سواء المخضرمين أو الشباب والذين بدورهم يقدرونه كثيراً ويكنون له مشاعر الاحترام والمودة. كما يمتلك معالي الشيخ راشد خبرة فنية طويلة وثقافة فنية أكاديمية من أرقى المستويات مما يجعل ملاحظاته وآراءه حول الفن محل تقدير الجميع.

وقد شهدت بنفسي في عدة معارض جاءت برعاية كريمة من معالي الشيخ راشد كيف كان يتعامل بروح جميلة للغاية مع الفنانين وكيف يعطيهم الاهتمام ويصغي لهم ويشجعهم بابتسامة صادقة مرسومة على وجهه.

وفي آخر المعارض التي كانت برعايته وحضوره - وهو معرض جائزة يوسف بن أحمد كانو للفنانين الشباب في جمعية البحرين للفنون التشكيلية - كان معاليه يتوقف عند كل لوحة من اللوحات التي فاق عددها السبعين ويسأل ويستفسر ويناقش كل فنان حول لوحته و فكرتها، كما كان يقبل دعوات الفنانين الشباب للتصوير معه وكان يمازحهم ويشجعهم ويحفزهم على الاستمرار.

من جانب آخر فإن معالي الشيخ راشد مستمر في نشاطه وعمله الفني على الصعيد الشخصي، ويقدم بجرأة على التجارب الفنية المغايرة والمثيرة آخرها مشاركته في معرض دولي في القاهرة ومن خلال مجموعة من الأعمال الفنية التشكيلية بعنوان «أجزاء من متاهة» تمثلت في عرض 12 مجسماً فنياً أمام الأهرامات وبشكل يلفت الانتباه. كما يسعى من خلال مؤسسة RAK التي أسسها الاهتمام بالفن التشكيلي وتقديم الورش للفنانين الشباب ومد جسور التعاون بين الفنانين في البحرين والخارج.

إذاً، الحركة التشكيلية في البحرين تحظى باهتمام من شخصية ذات خبرة طويلة ومليئة بالنشاط والحيوية والطموح مما سينعكس إيجاباً عليها حتماً. وأرى أن فناني البحرين محظوظون بوجود معالي الشيخ راشد بن خليفة فهو فعلاً يقود الحركة التشكيلية بكل شغف واهتمام ورعاية.