رُفعت الجلسة لعدم اكتمال النصاب، حيث لم يحضر لهذه الجلسة المنعقدة في يوم الثلاثاء بتاريخ الخامس من ديسمبر 2023 سوى عدد كان ينتظر صلاة الظهر ليكمل نصاب الغياب – لتنتهي بمطرقة تقول: «انتهت الجلسة لعدم اكتمال النصاب» متوجهاً بابتسامة عريضة للنائب الأول – الذي اعتلى منصة الرئاسة ليعلن عن ملامح جلسة بعد 10 دقائق من بدايتها بحضور 10 نواب فقط على مقاعدهم في انتظار انعقاد جلسة العمل -إنها خيبة الأمل- كيف يحدث ذلك؟؟ أين ذهب 22 نائباً باستثناء عشرة نواب حرصوا على التواجد على مقاعدهم في قاعة البرلمان بعد الصلاة.

نواب اُعلن عن وجودهم في مهام رسمية، وخمسة بعذر خاص، و22 نائباً تبخروا بعد الصلاة.. هل كان الخوف من مناقشة التقرير النهائي للجنة التحقيق البرلمانية بشأن تدني المستوى المعيشي للمواطن؟؟ – لا أعتقد – إنما هي المهامات الخارجية التي هي أولى وأهم من كل ما هو مهم المفروض مناقشته وطرحه على طاولة المجلس النيابي «حاجة ومطالب المواطنين»، والغياب غير المبرر للسادة النواب، وغيرهم لاستئناف انعقاد الجلسة لأسباب غير معروفة للمواطن.

سفر نواب، وأعذار غير مجدية، وغياب نواب لجلسة مهمة للمواطن هل كانت الأسباب مهمة عن ما هو أهم؟، لماذا لم ترصد أسباب هذا الغياب غير المبرر، والتبخر المفاجئ للسادة النواب ليعرف المواطن الأسباب لعدم اكتمال النصاب، وجلسة هزيلة أخذلت الكثير من المنتظرين لمتابعتها، وأحرجت الساحة البرلمانية، ومن اهتم بالحضور من النواب الأفاضل.

هل المجلس البرلماني قائم على عدم التنسيق بين النواب في حضور اجتماعات أو أعمال خارجية وطنية أو دولية، أو ما يعترضهم من أسباب خاصة، أم هي المفاجآت التي جاءت صادمة لعدم اكتمال النصاب الذي يعكس انشقاقاً، وعدم توافق، واتساقاً بين أعضاء البرلمان في المجلس والذي شاهدنا حضور 10 على المقاعد وغياب 22 نائباً؛ مما أوضح عدم التنسيق في الحضور لاستئناف جلسة النواب، وعدم علم الحضور من النواب بالغائبين منهم بعد الصلاة.

بدأ بعض النواب يكشفون عن بواطنهم ومكامن مقاصدهم بمبدأ حتى لا نخرج - من المولد بلا حمص- وغيرهم من يتصارع خلف الستار ليتسابق متقدماً في المطار، حيث السفرة المغلفة بالمهمة الشعبية الوطنية لتفرد أجنحة حيث ربيع لا يعاد، إنها الفرصة المجانية على حساب الدولة، والخزينة الذهبية.

ثلاثون نائباً غابوا عن جلسة المواطن، هل لأنه أصبح ليس من درجتهم المركزية التي تعلو درجة المركز القيادي في المؤسسة الحكومية حيث التعالي والتباهي؟؟؟ أم ردة فعل متذمرة على ما سبق من جلسة وإن كان ذلك فهي طامة كبرى والتي تأتي على حساب شؤون المواطن ومصالحه العامة.

استعراضات بشكل جديد يحاول من خلالها بعض النواب أن يتعالى بالصوت، ونحمد الله أن لا يصل هذا الصوت إلى مد اليد وغيره من غياب غير مبرر قد تكون رسالة مسير، فكل مجلس يطالعنا بهوية جديدة له إنها الهوية التي تحمل في مقاصدها أهداف الذات؛ وليس الأهداف العامة التي تصب في مصلحة المواطن، حيث إن ما يظهر على السطح قليل من كثير تحت طاولة البرلمان؛ فهو التنافس للحصول على الامتيازات، والسفرات وغيرها ما يأتي من خير لبوابة احترام مجلس الشعب؛ إنه بركان المنافسة الشرسة لعدم خروج أي شخص من المولد بلا حمص.

تساؤلات عدة عن ما يجري في الأروقة الخفية على طاولة النواب الشعبية.. ما هي معايير اختيار النواب لحضور المؤتمرات الدولية والوطنية؟؟؟ وما هي نتائج ومخرجات هذا التمثيل الوطني الشعبي من النواب الأفاضل؟ أين التقارير المستخلصة، وما هي المقترحات المقدمة من ذلك؟ والتي تفرض عدم حضور النائب لجلسة مهمة هل كان هناك الأهم؟؟؟

رسالة وطنية

إنها أيام بحرينية تحكي فيها أرضنا عن إنجازاتها، وما حققته على الساحة الديمقراطية؛ ومنها المجالس الوطنية، فلتكن فرصة نعكس فيها واجهتنا، وإنجازاتنا؛ بسواعدنا الشعبية الوطنية من منطلق مشروع قيادي تنموي مستدام.

* إعلامية وباحثة أكاديمية