لا ندري، ونحن في نهاية هذا العام العصيب، هل حان الوقت لتسجيل تلك التفاصيل التي أحدثها فينا؟

أم أن تفاصيل الحرب على غزة تتصدر مشهد العام كاملاً!

لن نكتب عن الحرب وأعداد الموتى والقبور؛ بل عن ذلك الوجع الذي تعانيه البشرية وهي تتابع محصلات الموت؛ عن تلك المخاوف النفسية التي هزمت الكثير، أكثر مما هزمتهم الحرب.

لن نتحدث عن آثار هذه الحرب على اقتصاد إسرائيل، وتغيير السياسات القادمة، وتهاوي الأنظمة الفاشلة وعلى رأسها منظومة القبة الحديدية!

لن نقول «قاطعوا» لأن المقاطعة الآن أصبحت واجبة، أصبحت حرباً مكتملة الأركان، حرباً لا هدنة فيها.. قاعدة من قواعد الولاء والبراء في ديننا.

سنكتب عن تلك الجوانب التي يعدها البعض غير جديرة بالحديث في خضم الموت الفتاك والوداعات القاصمة..

عن هذا الوجع؛ ما أسوأه وما أطوله!

عن العجز والذهول الذي ضرب الأقوياء قبل الضعفاء، ونحن نرى الشهداء يتساقطون كل يوم، ويترجلون في رحلة عظيمة يودعون الأرض.. والأرض دائماً للجبناء!

عن اشتياق الشهداء لرفقاء الدرب والنضال.. لتتعانق الأرواح هناك في الأعلى حيث واحة العزة، وجنة المجد والخلود.

لن أعزيكم يا شهداء فلسطين! فالعزاء لا يليق إلا بأولئك الذين فعلوا فعلتهم ليسقطوكم قتلى وتوارى جثثكم الطاهرة بأتربة النسيان.. فما سقطوا إلا هم، أما أنتم لتخلد أرواحكم البطلة إلى النوم.. فغشاكم النعاس أمنةً في قبوركم وبقيتم مستيقظين في ذاكرتنا..

السلام على روحكم المطوية في ثنايا أرواحنا.. السلام على كل أمسٍ جميل خلقتموه ببركة قربكم، ويومٌ حزينٌ بمشقة رحيلكم.. حيث الكثير من الورق والحبر الذي هديتموني إليه والذي يقابل القليل من الشغف، والكثير الكثير من الأسى!

لا يحتاج المرء في وجعه كلمات تواسيه أكثر من «وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ»، وكفى بالله وكيلاً.

[email protected]