مؤتمر الأطراف الثامن والعشرون أو ما يعرف بـ«كوب 28» والذي تستضيفه دبي يهدف إلى الحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية من خلال خفض 22 جيجا طن من انبعاثات الغازات الدفيئة - أهما ثاني أكسيد الكربون - في كل الكرة الأرضية بحلول عام 20303.

و تتصدر الصين دول العالم في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون و يرجع ذلك لحرقها للفحم في المقام الأول والذي يولد ٥٥٪ من الطاقة فيها. وتلي الصين الولايات المتحدة الأمريكية والتي تستخدم الفحم والنفط لتوليد الطاقة وتسير قطاع المواصلات وقطاع الصناعة. بعدهما تأتي كل من الهند و روسيا و اليابان.

وللعلم فإن حرق الفحم تأثيره أكبر بمراحل من حرق أي وقود أحفوري آخر مثل النفط ومشتقاته.

فالفحم يفرز الكربون بمعدلات لا تضاهي ما يفرزه البترول والغاز الطبيعي. والدول المذكورة أعلاه مازالت تعتمد في كثير من المناحي على الفحم الرخيص في توليد الطاقة.

إذاً وكما هو معلوم فإن الدول الكبرى حالياً هي المسؤولة الأولى عن ما يعرف بتغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض - ان كان التفسير العلمي للظواهر المناخية سليماً - فنشاطها الصناعي الكبير بالإضافة إلى تعداد سكانها الضخم الذي يضطرها لاستهلاك الطاقة بمعدلات قياسية يجعلها تبث غازات ضارة يبدو أنها تؤثر على ارتفاع درجة حرارة الأرض.

من جانب آخر يؤكد أليكس ابستين مؤلف كتاب The Moral Case for Fossil Fuels أو القضية الأخلاقية لصالح الوقود الأحفوري -والذي تصدر قائمة أكثر الكتب مبيعاً في 2014- أن الأهم في إنتاج الطاقة هو وجودها فور الحاجة لها وأن تكون رخيصة و هذا ما لا تلبيه طاقة الشمس أو طاقة الرياح مثلاً فهي موسمية ومكلفة. كما يوضح أن التوجه ضد الوقود الأحفوري تقوده جماعات الخضر التي لا تريد سوى أنواعاً محددة من الطاقة و لا تضع نصب عينها نمو وتطور البشرية ويلومها على إخفاء حقائق حول ارتفاع تكلفة إنتاج الطاقة بطرق غير الوقود الأحفوري. والطاقة الوحيدة التي بإمكانها أن تحل مكان الوقود الأحفوري هي الطاقة النووية فهي نظيفة وتلبي الاحتياجات ولكن و حسب ابستين تجد معارضة شديدة من جماعات الخضر ومناصري البيئة. ويختتم كتابه بالتأكيد على أهمية الاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري لأهميته للبشرية خاصة الدول النامية ولسهولة توليده للطاقة بشكل دائم معاتباً الدول الغربية على عدم الالتفات لاحتياجات الدول التي تحتاج الطاقة الرخيصة لتعيش وتستمر.