يومياً، نتعرض لعشرات المواقف التي نؤتمن بها على أمر ما، دون أن ندرك من الأساس بأننا هل أدينا الأمانة أم لا، ولا ندرك أساساً أنها كانت «أمانة».

عندنا نذهب إلى أعمالنا، ونصل على الوقت مبكراً، نكون قد أدينا أول هذه الأمانات، وعندما ننجز أعمالنا، ونستغل وقت العمل للعمل نكون قد أدينا الأمانة، وكذا الحال بالنسبة لخروجنا على الوقت وليس قبله.

وعندما نوصل أبناءنا إلى مدارسهم، ونأخذهم أيضاً، نكون قد أدينا جزءاً من الأمانة، وعندما نقوم بتربيتهم ورعايتهم وتدريسهم فهذا أيضاً جزء من الأمانة.

وعندما نجاوب على سؤال ما، تكون حينها الأمانة أننا جاوبنا بصدق وإخلاص، مهما كان هذا السؤال عموماً.

وعندما يسألنا أحد ما عن شخص تقدم لخطبة أحد أقاربه، فأداء الأمانة يكون بالصدق في الحديث عنه بما فيه، وليس بزيادة أو نقصان.

ومن أداء الأمانة أيضاً، حينما نختار شخصاً ما لمنصب ما، وحينما نرشحه، ونتحدث عنه سلباً أو إيجاباً، وكذا الحال حينما نزكي أحداً أو نذمه، فهي جزء من الأمانة.

من الأمانة، أن يتعب المدرس في شرحه لحين فهم معظم الطلبة، وأن يتعب الطبيب في تشخيصه لحين معرفة المرض، وأن يتعب المهندس في عمله، لحين اكتمال بناء المنزل بأعلى جودة، فلا الطبيب ينبغي أن يكلف المريض مالاً كثيراً، ولا المدرس ينبغي له أن يدفع الطلبة للمعاهد والدروس الخصوصية، ولا المهندس ينبغي له أن يورط المالك في بناء يكلفه الكثير من الإصلاحات.

ومن الأمانة أيضاً، عدم إفشاء الأسرار، والحفاظ على المال العام، والمصالح العامة، وحتى المصالح العائلية، وشرف كل مهنة، والحفاظ على الوطن، وغيرها من الأمور الكبيرة العظيمة.

أما أماناتنا تجاه دين الله سبحانه وتعالى، فقد شرحتها لنا كتب الدين منذ الابتدائية، وخطب الجمعة، وحتى مقاطع المشائخ عبر تيك توك.

أداء الأمانات بحر واسع، وهو كما قلت مسبقاً، بحر واسع، نمر فيه يومياً بعشرات المواقف، التي نغفل عنها أحياناً، ولا ندركها.

للأسف.. اختصرنا الأمانة، بالحفاظ على ما نؤتمن عليه من مال أو نفائس، ونعيدها إلى أهلها بعد فترة معينة، أو بعد قضاء حاجة ما، أو حينما نستدان مالاً من أحد، ونعيده إليه.

ولذا، يجب أن نسأل أنفسنا يومياً.. هل أدينا الأمانة؟