اسبوع مضى حافل من كل النواحي تحركت فيه مملكة البحرين على مختلف الأصعدة لتغطي دورها كوطن عربي مسلم، يعرف التزاماته الدولية، والإقليمية، والعربية، والمحلية، من منطلق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، ودوره وواجبه الوطني تجاه أبناء وطنه ومتطلباتهم المعيشية لتؤكد حقوق الإنسان التي جاءت بها المواثيق والمعاهدات الدولية ودستور المملكة وميثاقها الوطني.

فنرى من منتدى حوار المنامة المنعقد على الصعيد السياسي والأمني كلمة صاحب السمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بشأن القضية الفلسطينية التي أكد فيها بكل شفافية وصراحة محقة مدى أهمية العمل الجماعي لإنهاء الحرب في غزة وإعادة السلام الدولي الذي لن يتحقق إلا بحل الدولتين بقيادة الدول العظمى، وبالتحديد الولايات المتحدة الأمريكية.

كما نرى في الجانب الموازي أيضاً دور مملكة البحرين في سعيها مع أشقائها من الدول الخليجية والعربية دول الاعتدال في محاولات للسعي بكل حكمة مدروسة للوصول إلى وقف الحرب الإسرائيلية والوصول إلى حل عادل يضمن سلامة الجميع لعدم تفاقم هذه الحرب التي يحاول الكثير من خلالها خرق ثغرات لتوسعة نطاقها على مدى أبعد من حدود المنطقة الغزاوية في فلسطين، والذين يحاولون هدم عمليات البناء والتنمية في المنطقة العربية.

ومن عدل كفة الميزان نرى القدرة القيادية لمملكة البحرين في استكمال مسيرتها دون توقف لتحقق الإنجازات ولتؤكد حقوق الإنسان التي التزمت بها ضمن شرعيتها الوطنية والدينية الإسلامية، وليس من منطلق مبادئ غربية وأوروبية كشفت عنها الأحداث بأنها أوهام و

أن ادعاءاتها التي تدعم الإنسانية سراب. فأي إنسانية تتحدث عنها؟ وهي لا تستطيع أن تقدم أي عون لمساعدة ضحايا غزة وفلسطين أمام حرب عديمة الإنسانية، فقد قال لي طالب ونحن ندرس مقرر حقوق الإنسان في كليتنا: "عن أي منظمات إنسانية ندرسها إن لم تقم بدورها، فالإنسانية لا نريد أن نتعلمها فهي في دمنا نشعر بها وديننا أساس هذه الإنسانية" حقيقة إنها كلمة حق قالها هذا الطالب نتحدث عن منظمات حقوق الإنسان وهي اليوم هزيلة لا تنهض بأي حق للشعب الفلسطيني.

مسيرة تنموية مستمرة في مملكة البحرين بقيادتها العظيمة وقضية فلسطينية ترافقنا لا تفارقنا، نستمر بمعنى الإنسانية في دعم القضية بالتعاون مع الأشقاء. وزراء دفاع دول مجلس التعاون اجتماعات ولقاءات تبحث الأمن والسلام في المنطقة، وقيادات تتحرك على كل الجبهات في محاولات لوقف جرائم الإنسانية حتى إن اقتنعت الآلة العسكرية بهدنة لأربعة أيام لتبادل الأسرى وإقامة ممرات إنسانية عاجلة ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة وتيسير توفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين، وخاصة الأطفال، والإفراج عن المحتجزين، ومطالبة جميع أطراف النزاع بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، حيث تستمر المحاولات لهدنة دائمة وبدء السلام، وحق الإنسان في الحياة ومتطلباتها المعيشية بمختلف أنواعها، وإعادة الروح للأقصى، وليعرف الجميع دور العرب فإنهم في سعي لوقف الحرب الدنيئة والمشاهد المؤلمة التي تدمي القلوب.

ومع الواجب الدولي والعربي الإسلامي يتوازى الواجب الوطني في استمرار مملكة البحرين في إنجازاتها الوطنية وواجباتها الإنسانية التي لا تتوقف لأبناء وطنها، حيث هي المحافل على الصعيد السياحي والاستثماري والتجاري والعقاري في إقامة المعارض والفعاليات المتعددة، ومنها: معرض سيتي سكيب العقاري، ومعرض المجوهرات، والعطور، ومعرض البحرين للإنتاج الحيواني والزراعي، والتي تعزز من فرص تحسين المعيشة وتعزيز مكانة البحرين كإحدى أهم الوجهات الاستثمارية والسياحية، إضافة إلى المحافل الرياضية، ومنها كأس سباق البحرين الدولي للفروسية، والتي أقيمت الأسبوع الماضي من الشهر الجاري، فضلاً على الإنجازات المحققة للمواطن البحريني، ومنها حقوق المرأة البحرينية من خلال جديد الإنجازات إضافة الفئة الخامسة لمستفيدي الخدمات الإسكانية الحكومية والتي تشمل المرأة المطلقة والمهجورة والأرملة التي ليس لديها أبناء والعزباء يتيمة الأبوين، كما أيضاً هي حقوق الطفل التي تدرج ضمن إنجازات المملكة من خلال ما تم من تدشين لدليل استرشادي لسماع أقوال الطفل لمرة واحدة، وذلك حماية له حيث يعد من أولويات المشرع البحريني وموضوع اهتمامه لتوفير الأجواء الصحية والنفسية المناسبة لتنشئته، وتستمر المشاريع والمبادرات التعاونية المحلية والخليجية والعربية في مجالات عدة حيث التنمية المستدامة، والتي تصب في عالم حقوقي متحضر.

نصيحة

استغربت عندما سمعت من لسان إحدى النائبات عندما قالت: "إنها ستغادر المملكة بعد الانتهاء من دورتها النيابية.. متذمرة" فنقول لها وأنت نائب إن لم تحافظي على وطنيتك فلن يكون لك وطن، وغيرها من استاءت لوضع داخل مؤسساتها الوظيفية بسبب شخص، وهي متميزة وبتخصص متميز ونادر وعالمة، فلا تيأسي فالدور قادم ولا تعطي فرصة لغيرك في أخذ مكانك وتميزي فهي فرصتك، لذلك نتمنى أن تحظى هذه الفئة بالاهتمام وتدرج ضمن إنجازات وطننا حيث الالتفات إلى الأشخاص من ذوي التخصصات المميزة والنادرة في كافة المجالات للاستفادة منها وعقد منتدى أو حوار يضم هذه الفئة لسماع آرائهم ومقترحاتهم ومشاكلهم وما يعانون منه لمعالجتها ووضع الآليات المجدية لحلها حتى لا نخسر طاقات تنهض بمستويات تخصصية مميزة حيث الاستثمار بالعنصر البشري.

* إعلامية وباحثة أكاديمية