كمواطن بحريني، يهمني في الأساس رمزي الأول، والرجل المسؤول عن بلدي وعن حياتي وضمان مستقبل أبنائي، والذي يحرص على توفير الحياة الآمنة الكريمة لشعبه. وهنا أعني جلالة الملك المعظم حفظه الله.
البحرين كبلد، وجلالة الملك كقائد، هما الثابتان اللذان لا يتحركان بداخل كيان ووجدان أي شخص مخلص لهذه الأرض، وما دونهما أمور فيها من النسبية الكثير، بعض منها يشكل لدينا قناعات وثوابت وتقاليد ومواقف وغيرها من أمور. لكن القصد هنا أن الأساس لا بد أن يكون الوطن ومن نثق به ونواليه ونعاهده، وهو رمزنا الأول.
في فكر وفلسفة هذا الرجل الغالي الذي يحبه شعبه وأبناؤه المخلصون، في فكره وفلسفته الكثير من الأمور والدروس، وكلها تقود إلى مصب واحد هو «إنسانية» الملك حمد
بن عيسى، وكيف يترجمها على أرض الواقع.
هذه الإنسانية التي يمتلكها ليست مقتصرة عليه كطباع وخصال، بل هي مبعث لفلسفته الإدارية ولقيادته لبلده، ولثقافة يعمل بقوة على زرعها في أبنائه؛ لأنهم هم الامتداد لأي صفات أصلية للبحرين، وهم الذين يشكلون واجهة منيرة تقدم وطننا الغالي بأخلاقه ومبادئه ومساعيه.
الإنسانية والتعايش والحوار واحترام الآخر كلها ثوابت لدى جلالة الملك، ولها أفعال تترجمها.
وهنا حينما نتحدث عن مثل هذه الشعارات ذات المصطلحات الرنانة التي تستقطب اهتمام الآذان ومن ثم الأذهان، يجب أن ندرك وجود عشرات من الشعارات تستخدم وتستهلك حول العالم، وكثير منها لا يهضمها الناس بسهولة، إلا إذا وجدت لها تطبيقات على الأرض، وبياناً فعلياً لأهميتها والحاجة الإنسانية إليها.
وهذا بالتحديد ما تقوم عليه فلسفة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، إذ كل شعار إنساني ترفعه البحرين يتبعه سلوك وتطبيق، وتتبعه خطوات لإشاعة هذه الثقافات وتحويلها إلى «أساليب حياة» يتم تعريف وتنوير الناس بها، سواء أكانوا في مجتمع داخلي أم محيط خارجي.
لذلك نجد مبادرات البحرين في هذه المجالات تحظى باهتمام دولي واعتراف أممي، وترجم كثير منها على هيئة جوائز عالمية بسبب أهميتها كثقافة يفترض أن تشاع، وممارسات هي تمثل السلوك الإنساني السوي.
اليوم حينما يصدر عن جلالة الملك المعظم أمر بإطلاق جائزة دولية تمنح كل سنتين للأشخاص والمنظمات التي تضطلع بأعمال وجهود في مجال التعايش السلمي ودعم حوار الحضارات، فإن البحرين تمضي لتعزيز ما بدأته بتوجيه ملكها من زراعة بذور لهذه المبادئ الإنسانية الراقية، ولما أثمرته من نتائج هدفها تحويل ممارساتنا الإنسانية في مجتمعنا إلى ممارسات إنسانية راقية في مباعثها ومضامينها، وهي تمثل سعياً لنقل عدوى إيجابية إلى العالم الخارجي بشأن إدراك أهمية تعزيز هذه المفاهيم والسلوكات، كونها ثقافة تغير من المجتمعات والأفراد وتقودها لصناعة الاستقرار وتعزيز الأمان.
جميل أن يصدر كل هذا عن بلد يراه العالم صغيراً في مساحته، لكنه كبير في تأثيره، وفي تواجده على المستويين الإقليمي والدولي.
هي ليست عملية ترويج للبحرين وأخلاق أهلها، بل هي عملية «نقل لعلوم إنسانية طيبة»، انتشارها في العالم وقبول الناس بها والتمثل بما تغيره فيهم باتجاه إيجابي، أمور من شأنها تحويل العالم إلى مجتمع أفضل يدار بممارسات إنسانية تفرض الاحترام وتستوجب الاقتداء.