في خطاب مؤثر وحازم ألقي في منتدى الأمن الإقليمي التاسع عشر، «حوار المنامة 2023»، واجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء الواقع المرير للأزمة المستمرة في غزة. وحملت كلمات سموه القوية رسالة عميقة، ترددت فيها الحاجة الملحة إلى التدخل الإنساني الفوري لمعالجة الظروف الأليمة التي تجتاح المنطقة.

بدأ سموه برسم صورة واقعية لقطاع غزة، الذي شابه القصف المتواصل والعنف المتفشي، مما أدى إلى ندرة المياه والغذاء. وكانت البنية التحتية للاتصالات في حالة من الفوضى، مما ترك السكان في حالة من عدم اليقين الدائم، محرومين من الأمن وغير متأكدين من آفاق اليوم التالي. إن الوضع، كما وصفه سموه، لا يقل عن كونه لا يطاق، ويتطلب بذل جهد شامل لوقفه.

حماية النفس البشرية

وبتقديس عميق للتعاليم الإلهية، أكد سموه على المنع القاطع لقتل المدنيين والأبرياء في القرآن الكريم والتوراة وجميع الكتب السماوية. وفي هذا السياق، أدان جميع العمليات العسكرية، وحثّ على الوقوف بثبات إلى جانب المدنيين الأبرياء الذين وقعوا في مرمى النيران.

كانت دعوة سموه إلى التحرك واضحة، وهي الوقف الحاسم لأعمال العنف المستمرة. وشدد على ضرورة إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، مؤكّدًا ضرورة فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة مع الالتزام بالقانون الدولي. وتتطلب خطورة الوضع تقديم دعم لا لبس فيه لجميع الجهود المبذولة لتحقيق هذه الأهداف الإنسانية.

تاريخ القضية الفلسطينية

وبعيدًا عن الأزمة الحالية، تطرق صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى الجذور التاريخية للقضية الفلسطينية، مؤكدًا أنها جرح عميق في الشرق الأوسط يمتد لأكثر من 75 عاماً. وأكد أن الطريق الوحيد للأمن الحقيقي يكمن في تحقيق حل الدولتين، ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في إقامة دولته ذات سيادة.

القيادة الفعالة

وشدد صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على الحاجة إلى قيادة فعالة على المستويين الإقليمي والعالمي، مشيراً إلى الدور الذي لا غنى عنه للولايات المتحدة في قيادة جهود السلام الشامل والمستدام في الشرق الأوسط. وأكد أن الأهداف المرجوة للسلام والاستقرار لا يمكن تحقيقها إلا من خلال قيادة دولية عادلة وملتزمة ومنسقة.

وحدد سموه الخطوط الحمراء الحاسمة التي يجب عدم تجاوزها في التعامل مع الوضع في غزة. وشملت هذه الرفض القاطع للتهجير القسري وإعادة الاحتلال وتقليص حدود غزة.

الخلاصة

ردد خطاب صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء دعوة مدوية للعمل الفوري والجماعي. وحث المجتمع الدولي على الوقوف وراء الجهود الرامية إلى إنشاء ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية. ولخص خطاب سموه نداءً للإنسانية من أجل التوحد ومعالجة الأزمة الإنسانية الملحة في غزة، من خلال الجهد والتفاني والوحدة التي تمكننا من خلق مستقبل تُراعى فيه كرامة وحقوق كل فرد، وتبقى أهوال الماضي دروساً ترشدنا نحو عالم أكثر عدالة وأمناً. مما يعكس التزام البحرين الثابت بتعزيز السلام والاستقرار الدائمين في الشرق الأوسط.