تابعت ما تطرّق إليه المنسق الإعلامي لمنتخبنا الوطني لكرة القدم الزميل الإعلامي محمد عبدالغفار عن أهمية الدعم الإعلامي الذي يحتاجه منتخبنا الوطني في مشواره بالتصفيات المزدوجة، واعتقدت بأن اتحاد كرة القدم قد أعدّ العُدَّة ليكون المحفِّز الأول لهذه الدعوة من أجل تواجد الإعلام الرياضي البحريني في موقع الحدث، غير أن واقع الأمر كان مناقضاً للدعوة التي أطلقها المنسق الإعلامي، حيث إن وفد الاتحاد غادرنا يوم أمس إلى أبها من دون ممثلين للصحف الأربع المحلية التي تشكّل القاعدة الرئيسة للإعلام الرياضي البحريني ليتواصل بذلك تغييب الإعلام الرياضي عن الاستحقاقات الرياضية الخارجية.

كيف لنا أن نطالب الإعلام بالدعم في ظل تغييبه عن التواجد في موقع الحدث؟!

ألا يعني ذلك تناقضاً صريحاً في المواقف؟!

إعلامنا الرياضي لم يتخاذل قطّ عن دعم المنتخبات الوطنية وبالأخص منتخب كرة القدم حتى وهو بعيد عن موقع الحدث، وهذا دليل واضح على وطنية هذا الإعلام واجتهاد العاملين فيه قدر المستطاع لتغطية الحدث سواء من خلال متابعة النقل التلفزيوني -إن وُجِد- أو بالاتصال المباشر بالمرافقين للوفد، لكن مثل هذه الاجتهادات لا تلامس المهنية الإعلامية المثالية ولا تلامس مستوى الدعم الذي يطالب به المنسق الإعلامي.

نحن نتحدث عن عدد من الإعلاميين الذين لا يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة، وهو عدد غير مُكلف مادياً قياساً بما سيقدمه هذا العدد من خدمة ودعم إعلامي واقعي، خصوصاً في حال السفر بطائرة خاصة، كما هو الحال في عديد من المشاركات الخارجية التي تحظى باهتمام من قيادتنا الرياضية.

إذا كنا فعلاً نتحدث عن أهمية الدعم الإعلامي للمنتخبات الوطنية، فعلينا أن نترجم دعواتنا إلى أفعال على أرض الواقع بتشكيل وفد إعلامي يمثل الصحف المحلية الأربع لكي تكون التغطيات أشمل وأوسع بدلاً من استمرار مسلسل التغطيات الاجتهادية أو الاعتماد على التغطيات الرسمية التي سئمنا نغماتها النشاز وعباراتها البعيدة عن الواقع.

نتمنّى كل التوفيق لمنتخبنا الوطني لكرة القدم في مواجهته اليوم الخميس أمام نظيره اليمني في بداية مشواره في التصفيات «الآسيومونديالية» وأن يعود من أبها بالنقاط الثلاث لتكون عربوناً لتحقيق الحلم المونديالي الذي أصبح أكثر قرباً من الحقيقة في ظل مضاعفة المقاعد الآسيوية.