كلما زاد الوعي العلمي والمعرفي للشعوب كلما ساد الأمن والطمأنينة في القلوب، والتي بطبيعة الحال ستنعكس الأفراد والمجتمعات والشعوب. وكثيراً ما أرد أن ارتفاع المستوى العلمي للناس سوف يقلل منسوب الجريمة وهذا تماماً ما ينطبق على مملكة البحرين، انظر من حولك ولاحظ نسبة المتعلمين ونسبة الوعي المجتمعي مع الحفاظ على طابع الوطن وعادات أهله وناسه الأوليين مع الكثير من التحضر والتمدن. عندها يمكنك أن تدرك السر ولله الحمد على انعدام الأفعال الإجرامية، وإن كان حصل ما حصل ما هو الأمر إلا أفعال فردية وليست سمات مجتمعية. في نفس التوقيت الذي يحتفل العالم بالأسبوع الدولي للعلم والسلام، فقد كنت أشاهد ما يحدث في غزة. وقبل أن أفكر بالأطفال والأبناء الذين ساروا ضمن قوافل الشهداء وتخرجوا من هذه الحياة قبل عيشهم بها، كنت أفكر بمن وراء هذا الخراب؟؟
العلم! طبعاً العلم!! فلولا العلم لما تم صناعة الصواريخ والمتفجرات والمُسيّرات الجوية والبرية التي يتم التحكم بها عن بعد.
لا تعتقد بأن نظرتي سوداوية للعلم على الإطلاق، فأنا من محبيه ومناصريه فلولا العلم لما كان يوجد دواء مخدر ودواء مسكن ودواء معالج.. ولولا العلم لما وجدت الطائرة والسيارة والقطار وكافة أنواع المواصلات الحديثة، وكل شيءٍ حولك يُنذر ويشير على أهمية وجود العلم والعلماء والباحثين والمخترعين في حياتنا. فلولا وجود العلم لما كنت تمكنت من كتابة مقالي هذا وضمنت أن تُقرأ كلماته وتصل رسالتي إلى الجميع. ولولا العلم لما تم إنشاء مراكز الاتصال وأصبح البعيد أقرب من القريب.
فالعلم سلاح ذو حدّين فهو ممكن أن يكون سفينة النجاة التي ترقى بالشعوب وتصلهم إلى حدود المريخ وأكثر، وممكن أن يكون كالنار في الهشيم تقضي على الأخضر واليابس ولا تميز بين كبير وصغير.
وهنا لا بد أن أوجه كامل عرفاني وتقديري لكافة الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم لصالح أولادنا والذين هم نواة المستقبل الأخضر المتميز بإذن الله.