هم عرب فلسطينيون حقاً بالرغم من حيازتهم للجواز الإسرائيلي. وتجدهم أكثر الناس حرقة على أهليهم وناسهم في القطاع الغربي من دولة فلسطين. أفكارهم عربية فلسطينية حرّة رغم ما يحدث وأرواحهم ودماؤهم فدى الأرض التي وُلدوا عليها.

فالورقة الكحلية التي بأيديهم لم تغير أصولهم وجلودهم لو مهما طال الزمان وتغيرت الأحوال.

فكثير من اللغط يحصل وكثير من الجدالات تأخذ حيزاً كبيراً في حوار أحدهم إلى أن يقنع من حوله بألا يسقطوا عنها شرف الولاء والانتماء إلى أرض فلسطين المقدسة لكونه ينتمي إلى من يعرفون بعرب 48.

فمن لا يعلم من أبناء الجيل الحديث، سوف يتعرض لحالة من الاستغراب والاستنكار، كيف يمكن لشخص أن يكون فلسطينياً حقيقياً ومن مواليد الأرض الفلسطينية وفي الوقت نفسه حاملاً للجواز الإسرائيلي؟!

فهذه الاستثنائية حصلت حقاً لسبب أنه في 14 مايو 1948، أي قبل 8 ساعات قبل انتهاء الانتداب البريطاني، أُعلن رسمياً عن قيام «دولة» إسرائيل دون أن تُعلَن حدودها بالضبط، وخاضت خمس دول عربية بالإضافة إلى أبناء الأرض الأصليين حرباً وكانت محصّلة الحرب أن توسعت إسرائيل وتمكنت من ضم شرقي القدس لها. ولم يهاجر ولم ينزح أهل البيوت والقرى التي دمرت إلى مكان آخر وبقوا تحت سلطة إسرائيل. وباعتراف مجلس الأمم المتحدة بإسرائيل على أنها دولة ذات سيادة فكان من الطبيعي أنه من كان ضمن حدودها أن يحصل على هويتها.

وكما أنه ينظر إلى عرب 48 نظرة غير مريحة من أبناء جلدتهم إلا أنهم أيضاً يعيشون التمييز العنصري من في إسرائيل ولا يحصلون على كافة الامتيازات وليسوا سواسية مع المواطنين الإسرائيليين كما يتم تسويقه، حتى وإن كانت المساواة في شكلها الظاهري فقط ولكن الواقع منافٍ تماماً.

فمن الضروري اليوم تعليم أبنائنا وبناتنا وتفسير لهم ما يجري وما يصير اليوم أنه يتعدى بكثير عنوان أو ما يسمى «الحرب» وإنما هي بالواقع إبادات جماعية لشعوب أصيلة سكنت وقامت في المكان منذ آلاف السنين، بهدف انتزاع ما تبقى وضمّه إلى الأراضي الإسرائيلية، ومن كان ضيفاً بالأمس يصبح غداً هو صاحب الدار.