مهما بلغت المجتمعات من تطور وحضارة، ورغم ما وصلت إليه من تجسير للهوة الجندرية وتحقيق أعلى معايير المساواة بين الجنسين؛ إلا أنه لا يمكننا إنكار خصوصية كل جنس، نفسياً وجسدياً، وهو ما يستدعي التعرف بشكل مباشر على هذه الخصوصية وتأمين متطلباتها، حتى ننعم بمجتمع أكثر تفهماً وقادراً على مواصلة عمليات البناء والتنمية بمختلف مجالاتها.
أسوق هذه المقدمة؛ وكلي فخر واعتزاز بالمبادرة النوعية واللفتة الهامة التي أعلنت عنها الخدمات الطبية الملكية بالتعاون والمجلس الأعلى للمرأة، بالعزم على عقد قمة «صحة المرأة» تحت شعار «متمكنة لصحة أفضل»، برعاية من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة ملك البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حفظها الله.
ولا شك أن هذه المبادرة ستمثل تحولاً نوعياً في مجال الرعاية الصحية للمرأة، باعتبارها ركناً أساسياً ورئيسياً في المجتمع، وبالتالي فمن الطبيعي أن تحظى رعايتها الصحية بهذا الكم من الاهتمام، وتسليط الضوء بشكل أكثر وضوحاً على كل ما من شأنه أن يضمن لها صحة أفضل، وبالتالي صحة أفضل للمجتمع ككل.
القمة النوعية عن صحة المرأة، تهدف إلى تشجيع تبادل المعرفة والخبرات في مجال صحة ورفاهية المرأة وجودة حياتها، وتسليط الضوء على التقدم المحرز في تحقيق الهدفين 3 و5 من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بصحة ورفاهية المرأة، إلى جانب التوصية بنهج تعاوني يضمن الوصول لصحة أفضل للمرأة.
ولا شك أن أهداف هذه القمة تمثل حاجة أساسية وملحة، خصوصاً بعد ما حققته البحرين في مجال تمكين المرأة، حيث أصبحت نموذجاً فريداً على مستوى العالم، فالتقارير الصادرة عن المنظمات الدولية تؤكد تصدر البحرين لمعظم هذه المؤشرات، بدعم وتشجيع من جلالة الملك المعظم، والذي دائماً ما يؤكد على تجاوزنا مرحلة التمكين إلى مرحلة الشراكة الكاملة.
قمة صحة المرأة، والتي ستعقد في ديسمبر المقبل، بالتزامن مع الاحتفالات بيوم المرأة البحرينية، ستسعى ومن خلال مجموعة من الجلسات النقاشية وورش العمل إلى مناقشة محورين أساسيين؛ يتمثل الأول في تسليط الضوء على المشاركة النسائية في مجال الرعاية الصحية ومدى توفر القوانين والتشريعات التي تساهم في تعزيز هذه الشراكة.
أما المحور الثاني فيتعلق بصحة النساء بشكل مباشر من خلال مناقشة ودراسة بعض الأمراض وأنجع الطرق لتفاديها ومعالجتها؛ مثل أمراض القلب والسرطان والعظام.. إلى جانب آليات وطرق تعزيز الصحة ومكافحة السمنة والتغذية والنشاط البدني.
الشكر الجزيل لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، على هذه المبادرة، والتي نثق أنها ستساهم في تعزيز صحة النساء، وستنعكس آثارها الإيجابية على صحة الأسرة والمجتمع بشكل عام.. والشكر أيضاً للخدمات الطبية الملكية وللمجلس الأعلى للمرأة، ولكل من سيساهم في إنجاح هذه القمة.