ما قدمته مملكة البحرين من تبرعات سخية لأهلنا في غزة ليس أمراً مستغرباً أبداً على شعب عُرف عنه تقديم الكثير لفلسطين الحبيبة التي هي في قلب كل بحريني منذ الأزل، وشاءت الظروف الصعبة لأهلنا في غزة أن تستدعي فزعة أهل البحرين لإخوته هناك، ضارباً أروع الأمثلة في التعاضد والتضامن والحب والانتماء لفلسطين وقضيتها التي هي أولوية كبرى لمملكتنا الحبيبة.

ولقد تجلى هذا التضامن البحريني من خلال حملة التبرعات الوطنية، التي جاءت تنفيذاً لتوجيهات ملكية سامية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتحت رعاية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وبتنظيم من تلفزيون البحرين بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، واللجنة البحرينية الوطنية لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة، وحملت شعار «يوم التضامن مع أهالينا في غزة.. نحن معكم».

هذه الحملة الوطنية قدمت أروع صور التضامن البحريني مع أهلنا في فلسطين، وشملت الجميع في البحرين، بدءاً من جلالة الملك المعظم، وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء حفظهما الله وتبرعهما السخي، مروراً بتبرعات المؤسسات والشركات، وانتهاء بالأفراد من مواطنين ومقيمين، حيث كان التفاعل الرسمي والشعبي في الحملة يعكس حرص القيادة والشعب معاً على تقديم كل الدعم والتضامن للأشقاء في فلسطين.

ومثلما قدم البحرينيون أبهى صور التضامن والدعم لإغاثة أهل غزة، فإن هناك أيضاً صوراً جميلة يقدمها أبناء الشعب البحريني، والمتمثلة في وقوفهم الدائم خلف مليكنا المعظم، وتنفيذ توجيهاته السامية والتفاعل معها في مختلف الظروف، ومنها هذا الظرف الصعب الحالي في فلسطين، وفي هذا الشأن رسالة أخرى واضحة جداً يقدمها البحرينيون، لأصحاب الأجندات الخارجية، والمسيئين استغلال القضية الفلسطينية، الذين يحاولون اختطاف الشعب والتحدث باسمه لتسيير مصالحهم الحزبية الضيقة على حساب القضية، مستغلين الظرف الحالي الصعب المأساوي للأشقاء الفلسطينيين.

تلك الرسالة البحرينية مفادها بكل اختصار أن هذا الشعب مع قيادته قلباً وقالباً، ولن يلتفت لأصحاب الأجندات الخارجية وتحديداً الموالين لإيران، والمنتمين لجماعة الإخوان، أو أي أجندات أخرى تخالف النهج الوطني لمملكتنا الحبيبة، وملكنا المعظم حفظه الله ورعاه، وأن هذا الشعب الكريم يرفض أن يُزج هؤلاء باسمه، أو أن يستغله لإظهار انتماء أو ولاء غير وطني، لذلك عبر الشعب عن رأيه وموقفه من خلال تلك الحملة الوطنية التي سار فيها –كعادته دائماً– بكل تناغم مع قيادته، لذلك كانت نتائجها في منتهى الوطنية.