جهود كبيرة تبذلها الدول العربية متضامنة من أجل وقف عجلة الحرب الدائرة في غزة، وضمان وصول المساعدات العاجلة والضرورية للأشقاء في أشد مناطق الأرض مأساة.

جلالة الملك المعظم وضع نقطة مهمة نهاية السطر، واضح للجميع مكانة وحجم القضية الفلسطينية بالنسبة له ولمملكة البحرين، وخلال الأسبوعين الماضيين لم تكن هناك كلمة سامية لجلالة الملك في مناسبة داخلية أو خارجية إلا وأكد فيها مكانة القضية الفلسطينية وأهميتها وواجب أن ينال الشعب الفلسطيني الشقيق كامل حقوقه وينعم بالاستقرار والأمان.

هذا الاهتمام جاء رغم وجود اتفاقيات وعلاقات بين مملكة البحرين وإسرائيل، الاتفاقية التي ربما اعتقد أحد خطأ منها أن مملكة البحرين تخلت عن مكانة فلسطين واستبدلتها بحليف جديد اسمه إسرائيل، وهو قصور في فهم ما بين العلاقات الدبلوماسية التي تمارسها الدولة والعلاقات التي ترتبط بالدم والتاريخ والمصير.

الأحوال الأخيرة التي اتجهت إليها منطقة الشرق الأوسط من توتر واضطراب، أبسط وصف يمكن أن نقول عنه عدم جدية إسرائيل في السلام، فطول هذه الفترة الماضية لم تقدم إسرائيل أي خطوة لناحية السلام ومنح الفلسطينيين حقوقهم، بل استمرت في خططها الاستيطانية وسلوكها العنصري مع الشعب الفلسطيني، أضف على ذلك الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والمجازر التي لم تتوقف يوماً.

الحرب الأخيرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة لا تحمل أي معادلة تكافؤ بين الطرفين، ففي جهة أقوى ترسانة مسلحة في المنطقة وفي الطرف الآخر شعب أعزل لا يملك حتى ملاجئ يختبئ فيها، هذا الشعب الذي اعتقد خاطئاً أن مفهوم الإنسانية قد يكون حاضراً لدى دعاة الموت وأنهم سيستثنون المستشفيات والمدارس ودور العبادة من بطشهم، ليكتشفوا أن ليس هناك استثناءات لأي مفهوم إنساني بل هي سياسة الأرض المحروقة التي تمارسها منذ سنوات وزادت مؤخراً لدرجة أنها اعتبرت كل من في غزة مجرد حيوانات بشرية يجب أن تباد أو ترمى في الصحراء.

الدول الغربية من جهتها كان لها دور، فمن جهتها قررت إرسال أحد وأقوى ما تملك من سلاح لدعم آلة الحرب التي تقودها إسرائيل، وبهذا تكون الدول الغربية وأمريكا قد جمعت أفضل وأقوى أسلحتها في ساحة إسرائيل لتقتل آخر آمال السلام في المنطقة، والنتيجة كانت باهرة لها بأن صواريخها الحديثة استطاعت أن تقتل المئات في ضربة واحدة.

ضربة مستشفى المعمداني لم تصب فقط أطفال غزة بل أصابت كل إنسان لازال يؤمن بالحق والعدل، دون تفرقة أو تمييز، فشكراً لكل صوت مهما كانت ديانته أو أصله قال كلمة حق بأن ما يجري في غزة «جريمة حرب» وإبادة تمارسها إسرائيل، وخاب وخسر كل من برر هذه الحرب القذرة على غزة نكاية في العرب أو المسلمين، فلسطين هي قضيتنا وقضية كل إنسان ولن تُهزم فلسطين ما دامت الإنسانية قائمة.