ما الذي نملكه غير الدعاء لله الواحد القهار، وهذا للأسف ما يحصل طيلة عقود طويلة بشأن ما يعانيه أشقاؤنا في فلسطين. أشقاؤنا الذين يتعرضون اليوم لحرب تهجير وإبادة صريحة تحت ذرائع يسوقها النظام الإسرائيلي بحجة الرد على ما قامت به حماس.

ما هو ذنب الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ حتى يتعرضوا للقصف الوحشي هذا؟! ما ذنبهم لتصدر لهم دعوات التهجير الصريحة بالخروج من منازلهم لأن القصف المدمر آت لا محالة، قصف بهدف القتل؟! دعوات قابلتها إدانات واسعة، إذ ما ذنب الأبرياء حتى يموتوا ويهجروا؟! والمؤلم أنهم يعيشون في مناطق ضيقة تصغر أكثر وأكثر بسبب بناء المستوطنات المستمر، ومن يتذكر خارطة فلسطين العربية المسلمة قبل وعد بلفور يعرف تماماً كيف بات أصحاب الأرض غرباء في أرضهم، ويعيشون في عُشر مساحة بلادهم.

مملكة البحرين بملكها المعظم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله وجزاه كل الخير، وجهت بإرسال مساعدات عاجلة إلى أشقائنا الفلسطينيين نظير ما يتعرضون له من عذاب. وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد حفظه الله ولي العهد رئيس الوزراء شدد خلال كلامه مع وزير الخارجية الأمريكي على وجوب فتح ممرات إغاثية آمنة لإخواننا الفلسطينيين في غزة وحماية المدنيين ووقف التصعيد. والشارع البحريني ومعه العرب والمسلمون خرجوا للتضامن مع أشقائهم فيما يتعرضون له، إذ لا يمكن السكوت والقبول بما يتعرض له إخواننا الأبرياء الذين باتوا غرباء ومعذبين في أرضهم وحقهم، لا يمكن رؤيتهم هكذا ويسكت العربي والمسلم، ففلسطين تظل قضيتنا التي يؤكد ملكنا الإنسان الغالي على ثبات موقف بلادنا بشأنها، وضرورة أن ينعم أشقاؤنا بالأمن والسلام وأن تقام دولتهم المستقلة.

ما يحصل هو تحرك عدواني اتخذ من حجة الهجوم عليه ذريعة لينزل بأقسى ما لديه على الأبرياء، وهنا كلام إسرائيل عن السلام والتعايش مع الشعوب شعارات زائفة كما يعرفها العرب منذ قرابة 80 عاماً، لأن بشاعة المنظر وحصار شعب فيه أبرياء عزل والتلويح بقصفهم والدعوة إلى تهجيرهم من بيوتهم، وقبلها قتلهم والتنكيل بهم، كلها تصرفات لا تصدر عن جهة تبحث عن السلام والتعايش، بل جهة تبحث عن سبب ما لتعاود التدمير والقتل والإبادة.

منظمات دولية أدانت ومازالت، في مقابل أنظمة غربية للأسف تدعم إسرائيل فيما تفعله وهي تغض الطرف عمداً عن معاناة الشعب الفلسطيني، والمتضامن كدول وشعوب مع أشقائه العرب المحتلة أرضهم يتقطعون وهم ينظرون إلى هذا الألم، والتعويل على وقف هذا العدوان الوحشي بات هو الأمل اليوم، رغم أن الأمل كان دائماً أن ينعم أشقاؤنا بالأمن والسلام في بيوتهم وحياتهم وبلادهم.

اللهم احمِ أشقاءنا واحفظ أرواحهم، اللهم احمِ فلسطين الموجودة في قلب كل عربي ومسلم، كلنا يعرف ما يعانيه المدنيون الأبرياء العزل، وكلنا بتنا نخشى متابعة الأخبار؛ لأنها ستحمل بالتأكيد أنباء عن سقوط شهداء وشهداء، ويا لشريط التاريخ حينما يمر أمام عينيك لتتذكر استشهاد الطفل محمد الدرة، والرضيعة إيمان حجو وعشرات الأطفال الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في أرضهم، أرض فلسطين، وهم الآن طيور جنة عند المولى العلي القدير.