اللفتة الكريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه تجاه مدينة المحرق خلال الكلمة السامية التي ألقاها جلالته خلال افتتاحه لدور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، هذه اللفتة وهذا الاهتمام الكبير من قبل جلالته، يدل على مدى الحب المتأصل والشعور المتدفق نحو مدينة المحرق أم المدن وهو شعور يجيش به قلب كل بحريني تجاه هذه المدينة العريقة.

إن توجيهات جلالته السامية بوضع خطة عمل تختص بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين وإحياء قصر عيسى الكبير بالمحرق الذي سيعتمده جلالته كأحد المقار الرئيسية لعمل جلالته ومعه الأحياء المعروفة بمدينة المحرق التي يتطلع جلالته إلى عودة أهلها إليها، تأتي تكريماً لذلك المجد الوطني المشهود في وطن الطيبة والكرامة.

ولعل أهم هذه المرتكزات التي تضمنها خطاب جلالته السامي هي ما حدت صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء إلى إنفاذ الأمر الملكي السامي لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم بالتفعيل الفوري لخطة المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين وإطلاق خطة تطوير مدينة المحرق التي ستعيد للمحرق منارتها الشامخة في الريادة والتعليم.. وكلنا نعرف أن مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق كانت أول مدرسة نظامية بمملكة البحرين، كما كانت المحرق مركزاً للنادي الأدبي وللجمعيات الثقافية والاجتماعية في البلاد، كما نبغ بها عدد كبير من الشعراء والأدباء، كما أن الأحياء المعروفة بمدينة المحرق تأتي لتؤكد المكانة الكبيرة التي تحتلها المدينة في قلوب البحرينيين باعتبارها نموذجاً تاريخياً وإرثاً ستنقله الأجيال جيلاً بعد جيل.

هذا غيض من فيض مما تزخر به مدينة المحرق من منارات أدبية وثقافية وتعليمية.