شهداء الواجب، جنود بواسل رابطوا على حدود الوطن الكبير رهن الواجب الذي عاهدوا الله عليه وصدقوا، حيث قَضّوا بضربة الغدر الغاشمة من أيادي ميليشيات الحوثي، هي بالعهد كانت حانِثَة، ولاتّفاق السلام ناكِثة.

لقد دفعوا بأنفسهم ثمناً لا يقدّر بكلّ نفيسٍ مقابل أمن الوطن واستقرار المنطقة برمّتها، فلنبذل عرفاناً، قصارى وسعنا في رعاية ومؤازرة أسرهم وأهليهم الذين أسهموا في الواجب بذلاً، إن كان حرمان البعد عنهم والخوف عليهم بالأمس، أو بحرمان الفقدان لهم والمصاب الجلل فيهم اليوم.

لذا وَجب علينا جميعاً أن نتَعهّد بالواجب تجاه أبنائهم وأسرهم، وأن نرفع في ذلك دعوة، لكل المؤسسات المَدنِيّة، والمراكز الثقافية، بإدراج جدول أعمال، على أجندتهم السنوية، تعنى برعاية ذوي شهداء الوطن وأهليهم، ضمن جميع أشكال الأنشطة، وخدمات المجتمع المدني، التي تقوم بها، من أعمال تطوعية، في تقديم الرعاية والمؤازرة لكل فرد معني بها في المجتمع، من خلال إقامة زيارات تآلفية وعلاقات أخوية، وتنظيم ورش في تعزيز المهارات التعليمية والمكتسبات الثقافية، وكذلك تقديم الدعم المعنوي والمادي، وعلى هذا المستوى نُشيد بالكفالة الأبوية والمبادرة الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمــد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بإنشاء الصندوق الملكي لشهداء الواجب بهدف رعاية أسر الشهداء حرصاً على توفير احتياجاتهم ومتطلباتهم التي تضمن تحقيق الحياة الكريمة لهم، والذي تم تأسيسه بموجب المرسوم الملكي رقم «16» لسنة 2016.

شهداء الواجب قد سطّروا مثلاً في التفاني والتضحية من أجل الوطن، وكذا أبناؤهم وأهليهم، فلنَختِم لشهداء الإخلاص وسام فخر الوطن، ونَصُكًّ نيشان أبطال البذل والحرمان لذويهم وأهليهم، للاعتزاز والاقتداء بهم جميعاً لما صدقوا ما عاهدوا الوطن بالذّود عنه، وما قدموه من عطاء في إثبات ولائهم إليه من أجل صَون رفعة مقامه وسلامة أهله، وأمنِ أراضيهِ.