لاشك في أن التكنولوجيا تخدم التنمية وتحقق الكثير من التقدم والازدهار في مناحٍ عديدة ومجالات كثيرة، إلا أن التسارع في وتيرة استخدام هذه التكنولوجيا والاعتماد عليها يجب أن يدفعنا إلى التأني قليلاً في وضع قوانين وأنظمة تضبط هذه التكنولوجيا منها تقنية الذكاء الاصطناعي حتى لا تكون خارجة عن السيطرة، ففي ظل انتشار تقنية الذكاء الاصطناعي أصبح الجميع يتفنن في استخدامه والاستفادة من مميزاته وبات الأمر مخيفاً بعض الشيء في الجوانب التي يمكن أن يستغلها البعض في خلق معلومات خاطئة أو مؤذية تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع وأمنه.

على سبيل المثال جريمة ارتكبها الذكاء الاصطناعي في إسبانيا في انتشار صور مزيفة لتلميذات على مواقع التواصل الاجتماعي وهن عاريات مما شكل صدمة وهلعاً في هذه البلدة خاصة للتلميذات وذويهم، كما تمت فبركة صوت الداعية الكويتي الشيخ عثمان الخميس باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، وقد حذر الشيخ من الفبركة التي بالتأكيد أنه سوف يستغل صوته في نشر فتاوى وأحاديث غير صحيحة وسيعم المجتمع الإسلامي بعض اللبس في صحة ما ينشر مما يشكل عند البعض التشكيك في كل شيء، وهذا بالتأكيد مصيبة كبرى، كما نشر الإعلامي مصطفى الآغا فيديو له يحذر متابعيه عن انتشار إعلان مزيف بصوته وصورته حيث قال «هذا إعلان لمنتج بعثه لي أحد الأصدقاء أنا مش عامله والمنتج أصلاً مش موجود محطوط بصوتي وصورتي»، وفي الولايات المتحدة تم تزييف اختطاف طفلة وطلب فدية من والدتها باستخدام الذكاء الاصطناعي حيث تلقت الأم مكالمة من ابنتها وخاطفيها وكان الصوت مطابقاً لصوت ابنتها تماماً إلا أنها اكتشفت بأنها وقعت ضحية الذكاء الاصطناعي وقالت «بدا الصوت تماماً مثل صوت بريانا، التغيُّر في مقام الصوت، وكل شيء».

الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين ولكن هناك من يستغل هذه التكنولوجيا في أغراض غير إنسانية وتسيء لاستقرار المجتمعات وتحرض على انتشار جرائم التحرش والابتزاز وجرائم الاحتيال ولابد من تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي ووضع تشريع قانوني صارم وضوابط عالمية في استخدام الذكاء الاصطناعي مع أهمية وضع خطط لتعقب مصدر الجريمة الإلكترونية والتصدي لجميع أنواع الاحتيال باسم الذكاء الاصطناعي. مخيف جداً أن يُستغل صوتك وصورتك لتحقيق أهداف الجماعات الإرهابية والمتطرفة والمجرمة ولن يستبعد في استغلال أصوات زعماء وقادة الدول لأغراض تضليلية، والسؤال، تقنية الذكاء الاصطناعي إلى أين!!!