عاشت مملكة البحرين بالفعل أياماً حزينة، بعد استشهاد عدد من أبنائها البررة المرابطين من قوة الواجب التابعة لقوة دفاع البحرين، خلال تأديتهم للواجب الوطني المقدس، للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الشقيقة، ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عمليات عاصفة الحزم وإعادة الأمل.

الحزن ليس في الشهادة، بل هي شرف يتمناه الجميع، ولا ينالها إلا من يستحقها من الذين أكرمهم الله تعالى بها، فاختصهم سبحانه بهذا الشرف دون سواهم، لينالوا العزة في الدنيا، والفوز بالجنة بإذن الله، وبالتأكيد ليس في كل ذلك حزن أبداً، ولكن الحزن يكمن في فراقهم، وأيضاً في نهج الغدر من ميليشيا الحوثي التابعة للنظام الإيراني، هذا النهج الذي جاء في عز وقت الهدنة، وتوقف العمليات العسكرية بين جميع الأطراف في اليمن.

وعندما نتحدث عن أسلوب الغدر والطعن في الظهر، فإن النظام الإيراني هو أفضل من يتصف بهذا الأسلوب الجبان، وكذلك الأمر ينطبق على ذيوله وأتباعه في المنطقة، فكل هؤلاء لا يمكن التسليم لهم بالأمان، ولا يمكن الشعور بالاطمئنان من ناحيتهم، لأن الغدر من صفاتهم، والخيانة أحد فنونهم، والطعن في الظهر من عاداتهم، لذلك لا أمان لهم، وهؤلاء لا ينفع معهم إلا الحزم والقوة، أما الهدنات والمعاهدات والاتفاقيات فهي كما وصفتها في مقال سابق مجرد مضيعة للوقت.

لا أقول ذلك بسبب ما حصل لأخوتنا رحمهم الله، ولكن ربما ما حدث قد يكون تنبيهاً لإعادة التفكير مليون مرة في السلم مع ميليشيا الحوثي التابعة للنظام الإيراني، وربما هذا الأمر يعلمه المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس جروندبرج الذي بالمناسبة أدان الهجوم الحوثي على قواتنا على الحدود الجنوبية للسعودية، ولكن مجرد العلم بالشيء غير كافٍ إذا لم يتبعه تصرف وعمل يوقف النظام الإيراني وعملاءه عند حدهم.

إن شهداء البحرين الأبطال قدّموا العزة لهذا الوطن الكريم بدمائهم الزكية التي ذهبت في سبيل الدفاع عن أطهر البقاع، أرض الحرمين الشريفين، فهؤلاء رحمهم الله هم الخالدون في ذاكرة بلادنا، وهم مفخرة وعزة للمملكة والشعب ولأسرهم الكريمة التي خصها الله من بين كل الأسر البحرينية ليكون أحد أبنائها شهيداً في سبيله تعالى، أحياء عنده عز وجل غير أموات، فهنيئاً لبلادنا بشهدائها البواسل الذين لقوا الله وهم ثابتون على الحق، مدافعون عن الدين وعن أرض الحرمين الشريفين، ونسأل الله تعالى أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.