شهداء البحرين اختاروا أن يحموا الوطن ويدافعوا عنه، اختاروا إحدى الحسنيين، إما النصر أو الشهادة، تلك هي قناعتهم وهدفهم الوطني السامي، هم يعلمون ونحن معهم نعلم بأننا جميعاً نسير على الدرب نفسه وأن الحياة فانية مهما طالت فهي قصيرة والنهاية بالتأكيد واحدة ولا يبقى إلا وجه الله سبحانه وتعالى، وأجمل خاتمة تكون على الطاعة، أن تلحق بالشهادة في سبيل الوطن وفي سبيل الله دفاعاً عن الأرض وعن الدين والشرف والعرض والمال وعن استقرار المجتمع. هناك من يموت على سجادته، ومن يموت على فراشه، هناك من يموت على معصية، وهناك من يستشهد في سبيل الوطن دفاعاً عن كل شبر من بلادنا العربية وعن خير أمة أخرجت للناس، والدفاع عن الوطن وبلاد التوحيد وإعلاء كلمة الحق أروع ملحمة وأوجز صورة للنصر والعزة.

بقدر الألم على شهداء البحرين، ضحايا غدر الحوثي واستشهاد عدد من الجنود البواسل وإصابة آخرين على الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية، إلا أن فرحة الشهادة هي الفيصل ما بين حياة وحياة وشهادة وممات «فرحين بما آتاهم الله من فضله»، فالشهادة لاشك فيها بأنها فضل من الله وشرف لهم ولذويهم وأسرهم ووطنهم. نسأل الله أن يمسح على قلوبهم وأن يلهمهم الصبر والسلوان.

شهداء الوطن بالفعل هم من المصطفين للفردوس الأعلى للمقام الكريم، للسمعة الطيبة في الدنيا وفي الحياة الأبدية ونعيمها في الآخرة. شهداء الواجب الوطني قدموا تضحيات عظيمة وجسّدوا المعنى الحقيقي للدفاع عن الوطن، عن الولاء والانتماء والمواطنة الصالحة، الأفعال البطولية الخالدة هي من تسطر تاريخهم المشرّف، نستلهم من تضحياتهم أجمل العبر، بل ندين لهم بالكثير على حرصهم في الدفاع عن الوطن وحمايتنا من كل عدو تسّول له نفسه العبث باستقرار مجتمعنا، فكل تقدم وازدهار بالتأكيد يُنسب إلى تلك الأرواح التي أحاطتنا بسياج من العزة والفخر من أجل أن نتقدم ونعيش حياة طيبة، فلولا جنودنا البواسل في الداخل والخارج لعبث العدو في استقرارنا وأمننا وسلب خيراتنا، فسلاماً لتلك الأرواح الخالدة الشريفة، سلاماً لأجمل التضحيات والشهادة في سبيل الواجب الوطني، رحم الله شهداءنا جميعاً، الأولين والآخرين وأسكنهم فسيح جناته، فهم أحياء عند ربهم يرزقون من نعيم فضله إن شاء الله.