هل هناك أجندات خفية غير بينة للجماعات الإرهابية من الحوثيين التي تسعى جاهدة لتفسد وتفشل وتتصدى لجهود السلام التي تبذلها مملكة البحرين في هذه الفترة مع المملكة العربية السعودية، وغيرها من الدول الساعية للسلام بعد المباحثات والاجتماعات واللقاءات والاتفاقيات التي تمت لإرساء قواعد الأمن والسلام والتهدئة الدولية لمختلف القضايا والنزاعات العالقة لوضع حلول آمنة مستقرة تضمن حق كل طرف من أطراف الخلاف والنزاع؟؟!!

إن ما حدث من هجوم غادر على موقع لقوة عسكرية بحرينية متمركزة على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، وما أسفر عن استشهاد ضابط وفردين وإصابة آخرين من قوة الواجب التابعة لقوة دفاع البحرين خلال تأديتهم للواجب الوطني المقدس للدفاع عن الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عمليات «عاصفة الحزم وإعادة الأمل»، فهو عمل إرهابي غادر لا يعطي أي بوادر للسلام على حدود المنطقة ومن حولها، لأنها لم تكن المرة الأولى التي ينتهك فيها الحوثيون اتفاقيات وقف إطلاق النار التي جرى توقيعها مرات كثيرة بوساطة من الأمم المتحدة، والإمارات، وعُمان، والكويت.

إذ يبدو أنه من الصعب توقف الحوثيين عن التهديدات بالأسلحة الخطيرة من الصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار وغيرها، فالشواهد على ذلك كثيرة منها نقض الحوثيين لاتفاقيات السلام التي تمت بينها وبين القوات اليمنية ومن بينها اتفاقية السلام والشراكة الوطنية 2014، ووقف إطلاق النار في أبريل 2022، إضافة إلى ما حدث مؤخراً.

إن هذا الحدث الإرهابي ينم عن عدم رضى الحوثيين عن جهود المملكتين الساعيتين للسلام وإشارة للاستمرارية في تنفيذ مخططاتهم التي تحاول إفساد هذه الجهود والتصدي لها ضمن سلسلة الاستفزازات المتكررة التي تقوم بها رغم المحادثات المباشرة التي أجريت مع كبار مسؤولي الجماعات الحوثية في الرياض ورغم وجود توقف للعمليات العسكرية بين أطراف الحرب في اليمن.

إن ما حدث يتطلب وقفة دولية ودراسة مستفيضة وعاجلة لاتخاذ ما لزم مع هذه الجماعات الإرهابية والتصدي لمثل هذه الاستفزازات المتكررة، والتي أودت بحياة جنود الوطن في لحظة غدر مفاجأة لتعيد حسابات بوادر السلام وجهود المملكتين في هذا الشأن ضمن اعتبارات مختلفة لتكون هي المعادلة الآمنة للجميع.

ومن هذه الاعتبارات أن إيران لن تستطيع كبح جماح الحوثيين، ومطالبتهم بالتوقيع على اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار، وما يؤكد ذلك ما تم من هجوم حوثي بإطلاق طائرة مسيرة إلى الجنوب لاغتيال محسن الداعري وزير الدفاع اليمني الذي نجا بأعجوبة حيث أسفر الهجوم عن استشهاد وإصابة بعض رجاله.

إضافة إلى أن الحوثيين يمتلكون مخزوناً هائلاً من الأسلحة المتقدمة الخطيرة ومن بينها الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار.

اعتبارات متشعبة لابد أن تؤخذ في الاعتبار حتى لا تجر المنطقة إلى تدخلات عسكرية متفرعة قد تفسد جميع اتفاقيات السلام الساعية إلى إرساء قواعد الأمن والسلام في المنطقة وتبعثر أوراقها.

تعزية

نعرب عن خالص تعازينا للقيادة الرشيدة وللشعب البحريني لاستشهاد عدد من الجنود البواسل وندعو الله أن يشفي الجرحى والمصابين منهم في هذا الهجوم المأساوي.

«إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون، ربي يرحم شهداء الوطن البواسل ويتقبلهم من الشهداء ويلهم ذويهم الصبر والسلوان ويشفي الجرحى ويحفظ جنودنا الأبطال أينما كانوا».