لقد أبدع السابقون في مجالات الوقف وتفننوا بحيث يخدمون المجتمع، ومن هذه المجالات وقف الأواني أو الزبادي، فإذا ما كسر المملوك أو العامل الإناء واضطر لتعويض رب العمل، فيأخذ من مخازن مخصصة لهذا الغرض تودع فيها أوانٍ موقوفة لتعويض الأواني التي يكسرها الخدم.

ومخازن الزبادي تعتبر من أنواع مخازن الوقف الخيري، فكم نتمنى إحياء فكرة إنشاء مخازن توقف فيها أدوات وأشياء قد تكون رخيصة الثمن، ولكن يحتاجها الناس، ربما لفترة محددة أو لا تستخدم إلا في المناسبات، وأقصد ألا يحتاجها الناس بشكل يومي، فما أحوج المجتمعات لمخازن في كل حي أو منطقة يودع الناس فيها أوقافها فيقسم المحل إلى أقسام حسب نوع الموقوف نذكر منها على سبيل المثل: وقف الأجهزة المعينة للمعاقين والمسنين أو للمصابين بالكسور، فتوقف فيها العكازات، والكراسي المتحركة والأسرّة الطبية، حيث يحتاج الناس لمثل هذه الأجهزة لفترة مؤقتة لاسيما للمصابين بالكسور، وربما للمسنين أو المعاقين لحين ما يتم شراء الأجهزة الدائمة لهم.

وقسم آخر تودع فيها ملابس وباقي احتياجات حفلات الزواج مثل: ملابس العروس، وحليها، وملابس العريس، وملابس أقارب العروسين، وقسم آخر للأواني اللازمة للحفلات كالقدور الكبيرة للطبخ في المناسبات، وأواني التقديم الخاصة بالمناسبات، وأجهزة الإضاءة، وغيرها.

وقسم لأدوات المهن وصيانة المنزل مثل ماكينات الخياطة، وأدوات صيانة الحدائق، مثل المقص الكبير الحجم، والمنجل، وآلات الزراعة مثل المحراث، وآلة بذر البذور، وغيرها من آلات الزراعة التي يحتاجها الناس بشكل موسمي، وكذلك الأدوات التي يحتاجها الناس لصيانة المنزل بشكل غير مستمر مثل: المنشار، والمطرقة، والمبرد، والمرفاع، والسلالم الطويلة جداً التي تستخدم للوصول لسقف المنزل لتنظيفه أو إصلاح المصابيح فيه، وغيرها.

ولك أن تسمي ما شئت من الأقسام بحسب احتياجات الناس سواء في منازلهم أو في مكان عملهم. إن هذا النوع من المخازن الوقفية، يفتح باباً جديداً للوقف الخيري، فهو يعطي الفرص لمحدودي الدخل أن يوقفوا أموالاً بسيطة، فبذلك نفتح باباً من أبواب فعل الخير، كما يسد احتياجات الناس فلا داعي لشراء أشياء لا يحتاجونها إلا نادراً، كما توفر مساحة تخزين في المنازل.. ودمتم سالمين.